للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أثنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الأنصار مثمنا لهم دورهم في تبني دعوته وإعانته على نشرها، معرّفا بفضائلهم ومناقبهم، فأوصى بهم وشدد صلّى الله عليه وسلّم في وصيته، كما أوصى أمته بهم خيرا، بل إنه صلّى الله عليه وسلّم خصهم بالاستغفار لهم ولأبنائهم فدعا لهم ورضي عنهم وأحبهم وأكرمهم وأصبحوا منه ووعدهم باللقيا على حوضه الشريف صلّى الله عليه وسلّم، ومن الأحاديث التي توضح ذلك ما يلي:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صعد النبي صلّى الله عليه وسلّم المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أوصيكم بالأنصار فإنّهم كرشي وعيبتي (١) وقد قضوا الّذي عليهم وبقي الّذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» (٢).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «الأنصار كرشي وعيبتي، والنّاس سيكثرون، ويقلّون، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» (٣).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا بعد أيّها النّاس! فإنّ النّاس يكثرون، وتقلّ الأنصار حتّى يكونوا كالملح في الطّعام، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفعه، فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم» (٤).

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الّلهم لا عيش إلا عيش


(١) الكرش: بمنزلة المعدة مستقر الغذاء والنماء. والعيبة: ما يحرز فيه الرجل نفيس ما عنده، وقيل: مستودع الثياب، أي أنهم بطانته وخاصته وموضع سره وأمانته. انظر: فتح الباري (ج ٧ ص ١٥٢).
(٢) صحيح البخاري، ك/المناقب، ب/قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «اقبلوا من محسنهم … »، (ر/٣٥٨٨).
(٣) صحيح البخاري، ك/فضائل الصحابة، ب/قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «اقبلوا من محسنهم … »، (ر/٣٥٩٠). وصحيح مسلم، ك/فضائل الصحابة، ب/من فضائل الأنصار، (ر/٢٥١٠).
(٤) صحيح البخاري، ك/فضائل الصحابة، ب/قول النبي صلّى الله عليه وسلّم «اقبلوا من محسنهم … »، (ر/٣٥٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>