والتابعين ومن بعدهم ويصل بتراجم بعضهم حتى عصر المؤلف في القرن السابع والثامن الهجريين، كما إن إلحاقه في كتابه تراجم حلفاء وموالي كل قبيلة بعد ذكر أفرادها زاد من حجم وقيمة الكتاب، وسأذكر مثالا يعطينا دلالة على ميزة الكتاب، يقول علي نويهض محقق كتاب «الاستبصار .. » لابن قدامة: أن تراجم كتابه بلغت [أكثر من مائتي (٢٠٠) ترجمة] وهذا في الأنصار عامة الأوس والخزرج، في حين أن الحافظ عبد المؤمن الدمياطي جمع في كتابه عن الخزرج فقط [أكثر من تسعمائة وأربعة تراجم (٩٠٤)، بلغ الصحابة منهم (٥٧٤) ترجمة] سوى ما سقط من النسخة التي وصلت إلينا، فتأمل هذا المثال يظهر لك الفرق بين الكتابين!.
*بلغ عدد تراجم مخطوطة كتاب «أخبار قبائل الخزرج»[٩٠٤] تسعمائة وأربعة تراجم، عدا ما سقط من أوراق النسخة، وكان من هذه التراجم (٣٨٨) ثمان وثمانون وثلاثمائة ترجمة للصحابة ذكورا، (١٨٦) وست وثمانون ومائة ترجمة للصحابيات، (٣٣٠) وثلاثون وثلاثمائة ترجمة للتابعين ومن بعدهم حتى عصر المؤلف في القرن الثامن الهجري، وقد أضاف كذلك الدمياطي على «طبقات» ابن سعد (٢٨٨) ثماني وثمانين ومائتي ترجمة من العدد الكلي، وكذلك هناك (٧٥) خمسا وسبعون ترجمة أخرى لم أجدها في «طبقات» ابن سعد، ويحتمل سقوطها من النسخ المطبوعة عنده، وتصرح المصادر الأخرى أن ابن سعد ذكرها في كتابه السابق الذكر، وكذلك هناك (٦٤) أربع وستون ترجمة من العدد الكلي، لم أجدها في المصادر المطبوعة التي اعتمدت عليها في بيان قبائل الخزرج، والمتقدمة على عصر الحافظ الدمياطي، وينفرد بذكرها، وهذه قيمة علمية وتاريخية كبيرة.
*إن لكتاب «أخبار قبائل الخزرج» للحافظ الدمياطي أهمية تاريخية كبرى لاحتوائه على هؤلاء الصحابة والصحابيات من الخزرج، وأبنائهم وبناتهم وذرياتهم وحلفائهم ومواليهم، وقد ساقهم ورتبهم على الطريقة النسبية، وهو ما يؤكد أن هذا الترتيب على النسب في سياق التراجم ما زال قائما حتى القرن السابع الهجري، وظهر حينئذ بصورة أدق وأشمل من نشأته الأولى التي ظهرت على يد ابن سعد وخليفة بن