خياط في «طبقاتهما»، بعد أن ذكر أن تلك الطريقة النسبية قد اختفت من بعدهما لدقتها وصعوبتها، وكان الدمياطي قد تتبع طرقا شتى في الاستقصاء (١) وجمع الأخبار، فنجده يتتبع أنساب التراجم صعودا لفترات جاهلية سحيقة، ونزولا حتى يصل ببعضهم لشيوخ عصره من أبناء وذرية قبائل الخزرج بن حارثة، وهو ما يوضح ما وصل إليه علماء المسلمين من اهتمام بالغ حتى تلك العصور بعلم الأنساب، ويعطينا هذا الكتاب أيضا أنموذجا فريدا لكيفية ترتيب وتنظيم ديوان العطاء وديوان الجند الذي أنشأهما أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
*أظهر البحث اعتماد بعض المصنفات على كتاب «أخبار قبائل الخزرج» للحافظ عبد المؤمن الدمياطي وتصريحهم بذلك ومنهم: ابن سيد الناس اليعمري (ت ٧٣٤ هـ) في كتابه «عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير»، وابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) في كتابه «الإصابة في تمييز الصحابة» و «تهذيب التهذيب»، وشمس الدين السخاوي (ت ٩٠٢ هـ) في كتابه «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة».
*أظهرت هذه النسخة من كتاب «أخبار قبائل الخزرج» للحافظ الدمياطي أنها قرئت على جمع من طلاب الحافظ الدمياطي وهو يسمع بقراءة ابنه أحمد بن عبد المؤمن، الذي كان له دور بارز في حياة والده، وممن سمع هذه النسخة أيضا:
أحمد بن أحمد الهكاري، كاتب هذه النسخة.
وأبو عثمان بن سعيد بن إبراهيم الحميري المالقي.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن سلمة الغرناطي.
وهذا مما يؤكد أن أهل المغرب أيضا كان لهم اهتماما برواية مؤلفات الحافظ الدمياطي ويحتمل وجود نسخ أخرى في إحدى مكتبات بلاد المغرب الخاصة أو العامة من هذا الكتاب وعسى أن يظهر ذلك عمّا قريب إن شاء الله تعالى.
(١) ومع شدة استقصائه إلا أن هناك عدد من الخزرج يمكن أن يصبحوا ذيلا على ما قدمه.