للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*تبرز المخطوطة أوهاما عديدة وقعت في المصادر التي استقى منها الحافظ‍ عبد المؤمن الدمياطي معلوماته وأخباره، ومعظم هذه الأوهام في أنساب قبائل الخزرج، وقد قام الدمياطي بتعقب هذه الأوهام وتوضيح الصواب والراجح من ذلك، وممن تعقبهم الدمياطي: أبو عبد الله البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، وابن الكلبي، وابن سعد، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبو عمر بن عبد البر القرطبي، وابن حبان، وابن ماكولا، وابن عساكر، وأبو موسى المديني، وعبد الغني المقدسي .. ، وغيرهم.

*أظهر كتاب «أخبار قبائل الخزرج» بيانا شاملا لرواة الحديث من الخزرج، ومن أخرج لهم من أصحاب الكتب الستة، وغيرها من الكتب الحديثية الأخرى كالمسانيد والمعاجم والأجزاء، وكتب الثقات والضعفاء والأسامي والكنى … ، وغير ذلك.

*أظهر كتاب «أخبار قبائل الخزرج» ميزة عظيمة بذكره للصلات والقربى بين أصحاب التراجم وبعضهم ببعض، وكذلك الصلات مع سائر القبائل الأخرى، وهي ميزة افتقدها كتابا أبي عبد الله بن مندة، وأبي نعيم الأصبهانيين في معرفة الصحابة، وانتقدهما ابن الأثير الجزري لذلك فقال: «ورأيتهما قد أكثرا من الأحاديث والكلام عليها وذكرا عللها، ولم يكثرا من ذكر نسب الشخص ولا ذكر شيء من أخباره وأحواله وما يعرف به، ورأيت أبا عمر قد استقصى ذكر الأنساب وأحوال الشخص ومناقبه وكل ما يعرف به حتى أنه يقول: هو ابن أخ فلان وابن عم فلان، وصاحب الحادثة الفلانية، وكان هذا المطلوب من التعريف، أما ذكر الأحاديث وطرقها فهو بكتب الحديث أشبه» (١)، وكان الدمياطي في معظم تراجمه لا يدخل في سياق ترجمة إلا ويذكر صلتها بما قبلها إن كان بطنا أو كان أحد أفراده، كما يعني بذكر أسماء وأنساب أمهات أصحاب التراجم وأسماء أمهات أولاده، وفاق في ذلك كثيرا ممن سبقه، وهذا مما يعطي الكتاب قيمة علمية واجتماعية وفقهية (٢) عظيمة في بيانه للكثير من الأسر


(١) أسد الغابة (ج ١ ص ١١).
(٢) انظر مثلا ترجمة: (١٣٨ - ١٧٨ - ٢٠٥ - ٢٤٦ - ٢٥١ - ٢٥٧ - ٣٥٦ - ٣٨٠ - ٤١٨ - ٤٦٢ - ٤٧٠ - ٥٥٥ - ٥٨٣ - ٥٩٩ - ٦٣٤ - ٧٨٠ - ٧٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>