للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض تعقيبات العلماء على الحافظ‍ الدمياطي في السيرة:

ومع كل ذلك فالكمال لله وحده سبحانه، فقد ذكر النعيمي: أن الأمير سنجر الدواداري سأل الحافظ‍ الشرف الدمياطي عن وفاة البخاري؟، فما استحضر تاريخها، فسأل فتح الدين ابن سيد الناس عن ذلك فأجابه (١).

وكذلك عقب الإمام ابن القيم الجوزية (ت ٧٥١ هـ‍) على بعض أوهام الدمياطي في «سيرته»، ويبدو أن الدمياطي يقدم رواية أهل الأخبار على ما ورد في الصحيح، ومن ذلك ما يلي:

عند ذكر زوجة النبي صلّى الله عليه وسلّم ريحانة بنت زيد النضرية أو القرظية فقال: [سبيت يوم بني قريظة، فكانت صفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأعتقها وتزوجها .. ] وعقب الإمام ابن القيم الجوزية فقال: [وقالت طائفة بل كانت أمته، وكان يطؤها بملك اليمين حتى توفي عنها، فهي معدودة في السراري، لا في الزوجات، والقول الأول اختيار الواقدي، ووافقه عليه شرف الدين الدمياطي، وقال: هو الأثبت عند أهل العلم! وفيما قاله نظر! فإن المعروف أنها من سراريه وإمائه، والله أعلم] (٢).

ومنها: [قال عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الحافظ‍: وفي هذه الغزوة-يقصد الدمياطي غزوة العشيرة-كنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليا أبا تراب، وليس كما قال!؛ فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما كناه أبا تراب بعد نكاحه فاطمة، وكان نكاحها بعد بدر .. ] (٣).

ومنها: قوله رحمه الله في غزوة الغابة حين أغار عيينة بن حصن على لقاح النبي صلّى الله عليه وسلّم بالغابة وقتل راعيها وهو رجل من عسفان، ثم قال: [قال عبد المؤمن الدمياطي: وهو ابن أبي ذر] فعقب ابن القيم فقال: [وهو غريب جدا] (٤)، وفي نفس الغزوة أيضا قال


(١) الدارس في تاريخ المدارس (ج ١ ص ٦٨)، والإعلان بالتوبيخ (ص ٨٠)، وعلم التاريخ عند المسلمين (ص ٤٤٨).
(٢) زاد المعاد (ج ٣ ص ١١٣).
(٣) زاد المعاد (ج ٣ ص ١٦٧).
(٤) زاد المعاد (ج ٣ ص ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>