للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفرع الثالث: رحلات الإمام، وطلبه للعلم ]

تربى الإمام أحمد على يد امرأة صالحة، ألا وهي أمه الكريمة التي آثرت البقاء عليه والتفرغ له، فأعقبها الله بأن جعل ابنها ووحيدها فريد عصره، وأخلد ذكره إلى يوم النشور!

قدمت به أمه دار السلام بغداد، وكانت آنذاك بلد العلم والعلماء، وكان أول شأنه أن بدأ بطلب علم الحديث، وكان أول سماعه من هُشيم بن بشير الواسطي، ولازمه حتى توفي سنة ١٨٣ هـ، وكان أول من كتب أحمدُ عنه الحديثَ: هو أبو يوسف!

يعد الإمام أحمد أول من اشتهر بالرحلات في طلب الحديث، فقد رحل من بغداد إلى الكوفة والبصرة، وإلى عبادان، وإلى الجزيرة، وإلى واسط، وإلى الحرمين الشريفين: مكة والمدينة، ورحل ماشيًا إلى صنعاء اليمن، وإلى طرسوس مرابطًا وغازيًا، وإلى الشام وربما منعه من السفر خوف والدته وقلة ذات يده، وأول سفره كان إلى الكوفة بعد وفاة شيخه هُشيم، وأخذ العلم عن وكيع، ثم عاد إلى أمه بسبب حمى أصابته!

وأخذ في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج عن يزيد بن هارون، وفي الحجاز أخذ عن ابن عيينة والشافعي، وأخذ عن عبد الرزاق بن همام محدث اليمن، وعن إبراهيم بن عقيل.

كان لأحمد بن حنبل شيوخ كثر، منهم في المسند ما يزيد عن ٢٨٥ شيخًا كما ذكر الذهبي .

[الفرع الرابع: مؤلفات الإمام ]

للإمام رحمه مؤلفات في فنون متنوعة، وينقسم الفرع إلى ثلاث مسائل:

[المسألة الأولى: ما صنفه الإمام في غير علمي الفقه والأصول]

مثل:

<<  <   >  >>