للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل: (في زيارة القبور)]

وتسن زيارة (١) القبور، فيقف الزائر أمامه، قريبًا منه كزيارته في حياته، إلا للنساء فتكره لهن (٢)، إلا لغيره وقبر صاحبيه.

ويقول الزائر: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللَّهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم.

وتباح زيارة قبر كافر (٣)، وقد ورد أن الميت يسمع الكلام، ويعرف زائره يوم الجمعة بعد الفجر، وفي الغنية (٤) (٥) يعرفه كل وقت، وهذا الوقت آكد.


(١) الزيارة: اسم الفعل من زور، والزورة: المرة، واستزاره: سأله ان يزوره، وتزاور، أي: زار بعضهم بعضًا، انظر: مادة زور في مختار الصحاح (١١٧).
(٢) ذهب الحنفية إلى أن زيارة القبور للنساء مشروعة في حقهن كالرجال، وذهب المالكية إلى إباحة زيارة المرأة للقبور، وذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بكراهة زيارة القبور للنساء.
وانظر: بدائع الصنائع (٢/ ٦٧)، والتاج والإكليل (٢/ ٢٢٧)، والمجموع (٥/ ٣١١).
(٣) تجوز زيارته للاعتبار. وانظر: حاشية الروض المربع (٣/ ١٥٠).
(٤) الغنية لطالبي طريق الحق ﷿: كتاب جليل القدر، وقد جاء فريدا في تأليفه؛ إذ ذكر فيه مؤلفه ثلاثة علوم تهم القارئ المسلم، فابتدأ بالفقه وذكر أبواب العبادات، ثم ثنى بذكر العقائد والفرق الإسلامية، ثم ثلث بذكر الأخلاق والآداب الإسلامية والمواعظ الحسنة المأخوذة من القرآن والسنة، ولأن هذا الكتاب لإمام من أئمة التصوف فإنه يبين وجه التصوف والتنسك في الجملة من وجهة نظر مؤلفه، وعلى الكتاب حواشي في تخريج الأحاديث والحكم عليها.
(٥) انظر: المخطوط الأصل في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم =

<<  <   >  >>