للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب العتق (١)

وهو من أفضل القرب، ويسن عتق من له كسب، ويكره عتق من لا كسب له، وكذا من يخاف منه الزنا والفساد، ويحرم إن علم أو ظن منه ذلك، ولكن يصح، ويحصل العتق بالقول أو الملك أو الإيلاد، ولا يحصل بمجرد النية.

وصريحه لفظ العتق والحرية، وما تصرف منهما كأنت حر أو عتيق، غير أمر ومضارع واسم فاعل، ويقع من هازل كالطلاق، لا من نائم ومجنون، وكنايته مع النية (٢) خليتك وأطلقتك، أو اذهب حيث شئت، ولا سبيل لي عليك، ولا خدمة لي عليك، أو لا ملك أو لا رق لي عليك، أو وهبتك لله ورفعت يدي عنك إلى الله، وأنت مولاي وملكتك نفسك، وتزيد الأمة أنت طالق أو حرام.

ويعتق حمل لم يستثن بعتق أمه لا عكسه، وإن قال لمن يمكن كونه أباه: أنت أبي، أو لمن يمكن كونه ابنه: أنت ابني عتق بذلك، ولو كان له نسب معروف، لا إن لم يمكن إلا بالنية.


(١) العتق: هو الكرم، وهو الجمال، ويطلق أيضًا على الحرية خلاف الرق، واصطلاحًا: قوة حكمية يصير بها القن أهلًا للتصرف الشرعي، انظر: مادة عتق في لسان العرب (١٠/ ٢٣٤)، والمطلع (٣١٤)، والتعاريف (٥٠٢)، ومختار الصحاح (١٧٣).
(٢) فلا يعتق بذلك حتى ينويه؛ لأنَّه يحتمل العتق وغيره، أشبه كناية الطلاق فيه. وانظر: منار السبيل (٢/ ٥١٦).

<<  <   >  >>