للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يدفع بعد الغروب مع الإمام إلى مزدلفة، على طريق المأزمين (١) بسكينة، وإذا رأى فجوة أسرع، ويسن أن يجمع من له الجمع، بين العشاءين تأخيرًا بها، وإن صلى المغرب في الطريق (٢) أجزأه، ويبيت بها.

وله الدفع بعد متنصف الليل قبل الإمام إلى منى (٣)، والدفع قبل متنصف الليل فيه دم على غير سقاة ورعاة، كوصوله إليها بعد الفجر (٤)، فإن وصل إلى مزدلفة قبل الفجر فلا دم عليه، فإذا أصبح بها صلى الصبح بغلس ثم أتى المشعر الحرام فيقف عنده أو يرقاه، ويحمد الله ويكبره ويدعو حتى يسفر فيسير قبل طلوع الشمس، فإن بلغ محسرًا (٥) أسرع قدر رمية حجر، وإلا حرك دابته، وأخذ حصى الجمار من حيث شاء (٦)، بين الحمص (٧) والبندق (٨) كحصى


(١) المأزمين: من أزم والمأزم الضيق، وكل طريق ضيق بين جبلين فهو مأزم، وسمي به الموضع بين المشعر وعرفة، انظر: مادة أزم في لسان العرب (٢/ ١٧١)، ومختار الصحاح (٦)، والنهاية (٤/ ٢٨٨).
(٢) فقد ترك السنة. وانظر: حاشية الروض المربع (٤/ ١٤٢).
(٣) ذهب الحنفية إلى أن المبيت بمزدلفة سنة، والواجب الوقوف بمزدلفة من طلوع الفجر حتى طلوع الشمس، وذهب المالكية إلى أن المبيت بمزدلفة سنة، والواجب المكث مقدار حط الرحال، وإن لم تحط، وذهب الشافعية إلى أن الواجب من المبيت بمزدلفة هو إدراك جزء من بعد منتصف الليل. وانظر: اللباب (١/ ٨٦)، والثمر الداني (٢٨٨)، وإعانة الطالبين (٢/ ٣٠٤)، وفقه السنة (١/ ٤٢٣).
(٤) لأنَّه ترك واجبًا. وانظر: حاشية الروض المربع (٤/ ١٤٤).
(٥) محسر: من حسر عن ذراعه إذا كشفه، ومحسر بالتشديد والكسر واد بين منى وعرفات، انظر: مادة حسر في مختار الصحاح (٥٧)، والنهاية (٤/ ٣٠٢).
(٦) ذهب الحنفية والحنابلة إلى تخيير الحاج في التقاط الجمرات من مزدلفة أو من حيث شاء، وذهب المالكية والشافعية إلى استحباب التقاط الجمرات من مزدلفة بعينها. وانظر: حاشية ابن عابدين (٢/ ٥١٥)، ومواهب الجليل (٢/ ١٢٧)، وروضة الطالبين (٢/ ٩٩).
(٧) الحُمّص: من فصيلة القطانيات، يزرع في حوض البحر المتوسط ولا سيما إيطاليا والشرق الأوسط، يؤكل حبه نيئًا ومطبوخًا، ويعتبر من المواد الغذائية الغنية بالبروتين، حيث إنه يشبه الفول إلى حد كبير، انظر: موسوعة ويكيبيديا العربية على الشبكة العالمية الإلكترونية.
(٨) البندق: نبات شجري جميل، ويعلو من ٣ إلى ٦ أمتار، وتؤكل ثماره وتعصر =

<<  <   >  >>