للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الطريق الجنة ورضوان الله تعالى، قال : "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقًا إلى الجنة" (١).

ووالله كفى بالعلم شرفًا، ومكانة عالية، ومنزلة سامية، أن الله تعالى جعل أهل العلم هم أخشى الخلق له، وأكثرهم طاعة وخضوعًا وامتثالًا لأوامره، واجتنابًا لزواجره، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ (٢)، وهذا إمام العلماء، وسيدهم يقول مخبرًا عن نفسه: "والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي" (٣).

والخير كله فيما أمر الله تعالى نبيه بالازدياد منه، والإكثار من أخذه، ألا وهو العلم، قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (٤)، ولو كان ثم شيء خيرًا من هذا لأمر الله تعالى نبيه به، ولا يأمر الله تعالى نبيه إلا بالأتم والأكمل والأفضل.

العلم أشرف مطلوب وطالبه … لله أشرف من يمشي على قدم

العلم نور مبين يستضيء به … أهل السعادة والجهال في الظلم

ولما كنت طالبًا في جامعة أم درمان الإسلامية، تلميذًا في معهد بحوث ودراسات العالم الإسلامي، وكان من متطلبات التخرج تقديم بحث في الدراسات الإسلامية.

اخترت أن يكون البحث تحقيقًا لمخطوط "العقد المفرد في فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل" للإمام محمد البيومي بن محمد بن أبي عياشة بن


(١) أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (٢٦٩٩).
(٢) (فاطر: ٢٨).
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الصوم، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب (١١١٠).
(٤) (طه: ١١٤).

<<  <   >  >>