وقعت في القطر "الجزائر"، وذلك بما أحدثه فيه من ميز عنصري مخجل، وما سلكه فيه من سياسة التفقير والتجهيل والحرمان من كل نعم الحياة، بالنسبة للعنصر الإسلامي، وما حارب به الدين الإسلامي في أقدس مقدساته، وما أجهز به على التعليم العربي القرآني في كل جهة من جهاته، وما تعمده من محق جنسية الأمة، ومحاولة ابتلاعها، ومحو كل مظهر من مظاهر سيادتها، وما أعلنه مرارا رغم إرادتها، من إلحاقها وإدماجها، إلى أن أوصل الأمة بكل ذلك إلى درجة اليأس، فعمدت إلى الأعمال التي يوجبها اليأس.
ونرفع أصواتنا بالاحتجاج الصارم العنيف، على ما ارتكب في مختلف جهات البلاد من أعمال البطش والإرهاب والتنكيل، وما وقع من الفظائع والفضائح والمنكرات، بدعوى الزجر ومحاولة إخماد الثورة.
كما نحتج الاحتجاج الصارخ، على تلك المظالم المثيرة المتعددة، التي وقعت على مدارس جمعية العلماء، وما وقع على المعلمين فيها من حيف وجور، بين سجن وتغريم وإبعاد إلى المحتشدات.
ونترحم على الشهداء الأبرار الذين ذهبوا ضحية القمع الأعمى الفظيع، وندعوا الأمة للقيام بواجبها نحن أبنائهم وعائلاتهم، وكفالتهم كفالة يوجبها الإسلام وتفرضها المروءة والشرف.
ونبعث بصادق الود وعظيم التقدير والعطف، لسائر رجال الأمة الأحرار الأبرار، الذين أوصدت عليهم أبواب السجون، أو أطبقت عليهم الأسلاك الشائكة في المحتشدات، ونشاركهم في تلك المحن التي تقبلوها بثغور باسمة وصدور رحبة، ونعلمهم أن الأمة الحية الشاعرة لن تنسى لهم تضحيتهم، وأنهم سيكونون غدا في طليعة العاملين على إنشاء الهيكل الوطني العظيم.