ونرفع عظيم الامتنان ووافر التقدير، لسائر الأحرار في كل أقطار الدنيا، ولجميع الصحف العالمية النزيهة، ولسائر الحكومات الحرة التي أيدت الأمة الجزائرية في نضالها الشريف، ودافعت عنها، ومدت يمين الأخوة لمبادئ الحق والعدل
والتحرير، ونرجو أن يشارك كل شعب حر، وكل حكومة حرة، وكل صحيفة نزيهة، في هذا الكفاح الميمون. لفائدة الحق والعدل والحرية بالبلاد الجزائرية.
ونعلن مرة أخرى، أن كل سياسة مبنية على ترقيع الماضي، وإجراء "إصلاحات على قاعدة" النظم الاستعمارية الحالية مهما تغير اسمها، إنما هو من قبيل العبث والاستهتار، والإمعان في الزج بالأمة الجزائرية في مضيق اليأس الذي لا يحدث إلا الانفجار.
ونقول كلمة صريحة علنية، نرجو أن يسمعها المسؤولون في باريس، وأن يمسمعها العالم أجمع، وهي أنه لا يمكن حل القضية الجزائرية بصفة سليمة وسريعة إلا بالاعتراف العلني الصريح بكيان الأمة الجزائرية الحرة، وجنسيتها الخاصة، وحكومتها القومية، ومجلسها التشريعي المطلق التصرف، في دائرة واحترام مصالح الجميع، والمحافظة على حقوق الجميع.
ونؤكد أنه لا يمكن وضع حد لحالة الحرب الحاضرة، والإقدام على بناء النظام الحر الجديد، إلا بواسطة التفاهم الصريح المخلص، مع سائر الممثلين الحقيقيين للشعب الجزائري، من رجال الحل والعقد الذين أظهرهم الكفاح الجزائري.
ونوصي الأمة ختاما بالحق، ونوصيها بالصبر ونستحثها على العمل الصالح، والثبات وتوحيد الصفوف، ونسيان الخلافات القديمة، حتى تستطع متحدة متظافرة، أن تصل قريبا إلى الدرجة الرفيعة التي أهلها لها جهادها المستمر منذ أحقاب، وكفاحها الشريف الذي أصبح في العالم مضرب المثل؟ وتاريخها الحافل بجلائل الأعمال.
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} التوبة: ١٠٥.
{ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} الحج: ٤٠.