للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبيت لأبنائها الأمجاد. فوق تصديقهم لكل ما قيل عن المجزرة البشرية التي مثل روايتها جنودكم البواسل، ضد الأهالي العزل والتي قتل فيها عشرات الآلاف وسجن فيها مئات جزاء مطالبتهم بالحرية التي بذلوا في سبيلها أطهر الدماء وأغلاها وأحب في خطاب اليوم أن أسوق إليكم مظهرا من مظاهر هذا الحصار ينطوي على أشنع وصمة في جبين القرن العشرين وأنتم تظنون أنه أروع مظهر اهتديتم إليه لترفعوا به عن أنفسكم تهمة دفن الشعب المغربي وعزله عن العالم.

ذلك هو مظهر حجاج بيت الله الحرام وسوف أتوسع قليلا في سرد قصتهم حتى أكون قد أديت لكم واجب النصيحة كاملا وحتى يشترك القراء في فهم هذه المهازل التقليدية التي أخذت عليها فرنسا الاستعمارية الرجعية وتمسكت بها فرنسا الحرة الجديدة. وحتى يعلم الناس جميعا مقدار إمعانكم في خنق الحريات ومقدار إهانتكم لأشد الناس ولاء لكم ومقدار تدخلكم في شؤون الدين التعبدية المحضة - وأرجو بعد ذلك أن يعلم الغير أن الحج شعيرة دينية يقوم بها المؤمن إذا كان قادرا مختارا ويعرف هذا كل مسلم على الأرض - وليس في دين الإسلام شيء اسمه حج رسمي تفرضه حكومة لا دينية على طائفة من موظفيها المسلمين وتنفق عليهم في أدائه من ميزانية الدولة، والذي يفهمه كل العقلاء من الناس من تنطيمكم لبعثة الحج على نفقة الدولة ومن الموظفين الرسميين بالطائرات الفخمة أمران. الأول: أن تحكموا عملية الحصار وتمنعوا ٢٥ مليون من أداء هذه الفريضة أحرارا مختارين وحتى لا يفك الحصار ويخرج أولئك السجناء من قبورهم التي دفنتموهم فيها ويتصلوا بالعالم الخارجي فيذيعوا على الدنيا مساوئكم الفادحة وبطشكم الجبار، وحتى لا يسمعوا أخبار الناس في أطراف المعمورة وما يتمتعون به من حرية وسعادة فيشعروا بفداحة الحرمان فيتضاعف غضبهم وتشتد خصومتهم وتقوى آمالهم في مساعدة أحرار العالم لهم يحاولوا أن يخرجوا من

<<  <   >  >>