الأوساط الاستعمارية ليؤدوا رسالتهم الصهيونية الخاصة، وليشفوا غليلهم بالكيد للعرب والمسلمين من جهة أخرى.
ثانيا: قول الجريدة "أن جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية تضاعف مناوراتها ومساعيها" بعد أن جعلت العنوان (في أروقة الجامعة العربية) وتقصد الجريدة بذلك إثارة النواحي الفرنسية صاحبة المصلحة لمضاعفة مناوراتها ومساعيها هي الأخرى مع أرباب المصالح في هذا الشرق االمسكين، وهم - مع الأسف - موجودون، وكثيرا ما تؤثر فيهم دعاية الاستعمار فتبطل حماستهم نحن قضية إخوانهم في هذه البلاد المغربية.
ثالثا: قول الجريدة (وإنها جبهة ثلاثية ألفت من الحزب الدستوري التونسي وحزب الشعب الجزائري وحزب الاستقلال المراكشي، كلمات خطيرة مزعجة لا يقوى المستعمر على مجرد سماعها. بل كأني بالجريدة هنا واقفة على جمرة من النار تنبعث حرارتها إلى أطراف جسمها وأعماق نفسها وتنادي بالويل والثبور: أن أجمعوا أمركم أيها الفرنسيون على العدو المشترك فلقد أوشك أن يهتدي إلى الباب - الباب الذي اتفقنا على إيصاده في وجوههم بعرقنا وأموالنا ودمائنا، باب الوحدة والاتحاد.
واذكروا العهد المقدس الذي بينكم وبين أسلافكم الغازين الفاتحين أن تحتفظوا بهذا القطيع كالبقر الحلوب إلى يوم الدين، ولقد تواصى أسلافكم أبا عن جد إلا سيادة لكم على أمة عريقة من غير التفريق والتشتيت، لقد رضعتموها من ألبان أمهاتكم وتلقيتموها حتى من أطفال جارة من جاراتكم كلمة موحدة خالدة أن "فرق تسد" ما هذا الكلام الذي تسمعونه أيها الفرنسيون. وهل تنامون ملء الأجفان على ترديده؟ جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، الدستوريون، الشعبيون، الاستقلاليون وغيرهم من الأفراد والهيئات، كل أولئك يريدون أن يصيروا كتلة واحدة؟ أعوذ بالله! ٣٠ مليون مغربي من دين واحد، ولغة واحدة، وأرض واحدة كل أولئك سيجتمعون عليكم؟ وأيما الحق أنها لإحدى الكبر، وإنه لمن العبث أن تنشغلوا بمؤتمر الصلح وبمجلس الأمن،