ومما يجدر ذكره في هذا الصدد على سبيل المثال أن بعض رجال الإتحاد العربي أرادوا أن يزوروا إخوانهم في البلاد المغربية كما فعلوا مع البلاد العربية الأخرى فتبينوا أن دون ذلك خرط القتاد، وأكبر من ذلك أن الإتحاد العربي قدم في بعض المناسبات مذكرة لوزير فرنسا المفوض بمصر بشأن هذه البلاد وما يقع فيها من اضطهاد فثار ثائر الوزير وعدها تطاولا من الإتحاد على فرنسا ورد المذكرة ردا غير جميل، ممتنعا عن رفعها إلى حكومته زاعما بما مؤداه "أنها قليلة الأدب" وأن رفعها إلى حكومته قد يؤدي إلى توتر العلاقات بينها وبين مصر! وأبشع من ذلك أن أناسا من أهل البلاد المغربية يزاولون التجارة هنا في الشرق ولهم هناك في الوطن المغربي أملاك وأهل مصالح لا تعد، ويحملون جنسية بلادهم أبا عن جد ومعهم جوازات سفر فرنسية، وقد بذلوا جهد الجبابرة في سبيل زيارة أهلهم والوقوف على مصالحهم فعادوا بخفي حنين، لأن الفرنسيين الأحرار؟ يخشون أن تفتح ثغرة - كثغرة سيدان - في هذا النطاق الفولاذي المضروب على المغرب العربي فيندفع أهله كالسيل الجارف وكيأجوج ومأجوج فيجيء وعد ربي {فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا} الكهف: ٩٨.
من هذه الأمثلة القليلة يتبين للقارئ أن فرنسا تغار على أهالي البلاد غيرة الذكر على الأنثى، أستغفر الله بل لم يلغ بهم الغيرة على إناثهم أن يحولوا بينهن وبين الاتصال بالناس، فالمرأة عندهم اليوم (نائبة) ووزيرة وسفيرة وتملك أن تسافر حيث تشاء وتحضر المؤتمرات وتقول ما تشاء وتملك حتى مرافقة الأجنبي من غير قيد ولا شرط، وتملك أن تراقصه إن شاءت.
يا أيها العرب، ويا أيها الناس، لقد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين وإن هذه الحالة التي يعيش لكم إخوان في العروبة والإسلام والإنسانية لا يطيقها