أن يحدث هذه الاضطرابات وبلغ بهم الرعب إلى أن أصدروا منشورا للمدنيين الأوروبيين وهم قرابة مليون ليتعاونوا مع الطيران في حالة الخطر الداهم.
ونحن نقترح على الفرنسيين بنصيحة واحدة إذا أرادوا أن ينقلب خوفهم أمنا وأن يزول الخطر المحدق. فعليهم أن يكفوا عن هذه الأساليب الوحشية وأن يتخلصوا من شرذمة المستعمرين المتفرنسين، وأن يقفوا أمام العرب وجها لوجه يسلمون لهم حريتهم، ويطلبون ودهم وصداقتهم، والتعاون معهم إلى أقصى حدود التعاون وفي ذلك خير للجميع.
هذا عن الجزائر وأما عن مراكش فإننا نكتفي بإيراد ما أبرق به مراسل المصري الخاص من طنجة، ففيه أبلغ تصوير للحقيقة المرة هناك.
قال المراسل "تقاسي مراكش اليوم من أهوال الاستعمار ما لم تقاسيه أية أمة أخرى، فمناطقها الثلاثة المشمولة بالحمايتين الفرنسية والإسبانية، تخضع لنظام جائر، ولم تجب السلطات أي طلب من طلبات الحركات الوطنية منذ نهضت هذه البلاد تطالب بحقوقها من نحو عشرين سنة مضت، وهي لا تعير هذه المطالب أدنى إلتفات. فمعظم الطبقة المثقفة معتقلة منذ أوائل سنة ١٩٤٤، والزعماء المعتقلون من أوائل سنة ١٩٤٤، والصحف العربية معطلة كلها، والأحزاب والجمعيات قد حلت جميعا، وأساليب الإرهاب منتشرة في كل مكان.
وتكتسح مراكش اليوم موجة من خيبة الأمل بعد أن آمن شعبها بميثاق الأطلنطي، وجعل قضية الديمقراطية قضيته، وبعد أن حارب أبناؤه في ميادين القتال الإفريقية والأوروبية.