الجواب الثاني: لم تجد حكومة المؤتمر في عهد الثورة الفرنسة، القمع اللازم لمعيشة الشعب إلا في الجزائر.
الحجة السادسة:"لقد استوطن الفرنسيون، في أمكنة لم تكن مشغولة من قبل بأحد". الجواب: لقد بدأنا عام ١٨٣٠ حتى ١٨٤٠ بترحيل سكان البلاد عن أراضيهم، بطرق ذات طابع ظاهري حقوقي، وهي في الواقع طرق القوة والأمر الواقع.
ذلك أن القرارات أخذت تصدر تباعا وفي كل سنة، فتقضي مثلا بحجز أملاك جميع الذين حملوا السلاح ضد فرنسا، وحجز جميع الأراضي غير المبنية، التي لا يحمل أصحابها سندات تمليك قديمة التاريخ، واستملاك ملايين الهكتارات من أجل النفع العام، بحيث وصلت الحالة في الوقت الحاضر إلى ما يلي:
إن أطيب الأراضي في الجزائر، وتبلغ مساحتها ٢٥ مليون هكتار، هي اليوم بيد خمسة وعشرين ألف ملاك فرنسي، هذا فضلا عن عشرات الألوف من الهكتارات بملك بنك "الشركة الجزائرية" وبنك جنيف وغيره عن كبار الاقطاعيين الفرنسيين.
وأما ما بقي من الأراضي، فهو مجذب قليل الإنتاج، وتقدر مساحته بسبعة ملايين هكتار، موزعة على نصف مليون جزائري.
من ذلك نرى أننا قد طبقنا هناك، حكمة الجنرال بوجو الذي قال:
"حيثما وجدت الأراضي الطيبة والأراضي الخصبة، يجب أن يقيم المستوطنون الفرنسيون، دون أن يعرفوا لمن تعود هذه الأراضي".
الحجة السابعة: - "إن أراضي المستوطنين، هي وحدها الأراضي المعتنى بها"
الجواب: هذا صحيح، لأن المستوطنين ينعمون وحدهم بالأوائل والعلم والمال، وخاصة المال الذي يأتي من المؤسسات الحكومية. "لماذا توزع قروض الصندوق الجزائري للزراعة بنسبة ٩٩ بالمائة للأوروبيين، وواحد بالمائة للعرب؟ ".