للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا السؤال وجهه في الجمعية الوطنية الفرنسية، النائب موريس فيولت وهو رادكالي سبق له أن كان حاكما عاما في الجزائر.

الحجة الثامنة: - يقول دعاة الاستعمار، أن استثمار المستوطنين لأراضي الجزائر الزراعية يعود بالنفع والثراء على الجزائر وعلى فرنسا.

ونحن نقول بأن هذا صحيح، إذا ما اعتبرنا أن الجزائر، مجموعة لأملاك المستوطنين الفرنسيين. وأما السكان العرب فلا يفيدون من شيء.

الحجة التاسعة: - "إن ارتفاع عدد السكان من مليونين، عام ١٨٣٠ إلى تسعة ملايين في ١٩٥٤، دليل على توفر الشروط الصحية، وعلى العناية المبذولة س قبل فرنسا".

إن التوالد في الجزائر، لا يعود الفضل فيه إلى العناية الفرنسية، ففي بلاد إفريقيا وآسيا، يزيد الفقر وقلة الغذاء في نسبة التوالد. وأما المجهود الصحي فهو معدوم، فهناك ١٨٥١ طبيبا بينهم ١٥٠٠ موزعون في المدن الرئيسية، مما يجعل النسبة تتراوح بين ٤ و ٨ أطباء لكل مائة ألف نسمة. ويقول الدكتور فالنسي في تقرير له أن انتشار السل بين ٩ ملايين جزائري، هو بنسبة انتشاره بين الأربعين مليون فرنسي.

الحجة العاشرة: - "إن سدس الموازنة الجزائرية مخصصة للتعليم، وهنالك خمسة آلاف طالب في جامعة الجزائر".

صحيح، ولكن هناك خمسمئة طالب عربي من أصل الخمسة آلاف، وجميع الطلاب الفرنسيين يتمتعون بمنح دراسية، بينما لا تصيب المنح سوى ١٩ بالمائة من الطلاب العرب.

الحجة الحادية عشر: - "على كل حال، يجب على الجزائريين أن يقروا بفضل فرنسا" وبماذا يعترفون؟ هل جعلناهم على اتصال مع العالم الحديث، وكنا واسطة اتصال بينهم وبينه؟ كلا فإنهم متصلون به، ويتوقف علينا أن نجعل هذا الاتصال دائما. هل يعترفون بخدماتنا الاقتصادية والاجتماعية؟ كلا فإن هذه الخدمات قدمت إلى الأوروبيين، وإذا ما استفاد منها العرب، فبنسبة ضئيلة وبمجرد الصدفة،

<<  <   >  >>