ومصري. ذلك هو الأستاذ الفضيل الورتلاني" أو كما وصفته جريدة "الأمانة" التي كان يشرف عليها الدكتور منصور فهمي باشا في مصر "الأستاذ الفضيل الورتلاني الجزائري أحد الذين أنجبتهم العروبة مفطورين على حبها، والذود عن حياضها! ينتسب إلى عائلة عريقة في العلم والجهاد وهو الفضيل بن محمد السعيد بن فضيل بن محمد الشريف بن الحسين محمد الورتلانى (١٧١٣ - ١٧٧٩) المشهور بصاحب الرحلة الورتلانية المعروفة بـ "نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار" وقد ألفها بمناسبة حجاته الثلاثة إلى البقاع المقدسة في حدود سنة "١٧٦٥م".
ولد بقرية "أنو" ببلدية بني ورتيلان يوم ٦ فبراير سنة ١٩٠٠م، وحفظ القرآن في سن مبكرة. وواصل دراسته الإعدادية بالقرية المذكورة. وقد تلقى تعليمه الأول على يد الشيخ السعيد البهلولي، وغيره من الشيوخ الأجلاء في المنطقة. وأكمل دراسته على يد الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس، وأعجب هذالأخير بذكائه المتميز عن أقرانه من الطلبة، وقد عينه فيما بعد مساعدًا للتدريس معه وهو طالب، وصار الورتلاني لا يفارق ابن باديس جولاته المختلفة. وفي ١٩٣١ عندما تأسست جمعية العلماء صار الورتلاني أحد أعضائها البارزين، وقد تعين بعد تخرجه سنة ١٩٣٤ معلمًا بمدرسة التربية والتعليم التي أنشأها ابن باديس. وكان في تلك الفترة يكتب المقالات الأدبية والفكرية بالكثير من الجرائد كالشهاب، البصائر والشريعة. قضى الورتلاني حياة كلها أسفار ورحلات وتنقلات بين مختلف عواصم العالم، حاملًا معه قضية تحرير الشعب الجزائري، منددًا بممارسات الاستعمار، فانتدبته جمعية العلماء سنة ١٩٣٦ لتمثيلها في فرنسا، فأسس الورتلاني ما يزيد عن الـ ٣٠ مدرسة وناديا لنشر الدعوة الإصلاحية وتعليم أبناء الجالية الجزائرية مبادئ اللغة العربية والدين الإسلامي. وقد شعر الورتلاني أن الفرنسيون لا يكنون خيرًا له، بل حاولوا اغتياله لولا فضل الله الذي نجاه من مكرهم، ولما أحس بأن حياته مهددة خرج متخفيًا من فرنسا باتجاه القاهرة، وهناك كون