علاقات صداقة وزمالة امتدت إلى ما بعد وفاته. وفي مصر تمكن الورتلاني من مواصلة دراساته العليا بالأزهر الشريف وحصل على شهادة العالمية في أصول الدين: الشريعة الإسلامية. كما أسهم نضاله بمصر في تأسيس مكتب لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأصبح هو رئيسًا له. وكان له الفضل في تأسيس البعثات الأولى من الطلبة الجزائريين إلى المشرق العربي ومصر خاصة، كما استطاع أن يتعرف على كبار العلماء المسلمين ويربط معهم علاقات متينة.
غادر الأستاذ الفضيل الورتلاني مصر ليتجه إلى اليمن وكان ذلك سنة ١٩٤٧، وحاز إعجاب الملك والأمراء والأعيان هناك، فكانت هذه الثقة بداية الإعداد لثورة اليمن وقلب نظام الحكم، إلا أن الثورة فشلت وظل النظام على حاله، واتهم الورتلاني بقتل الإمام وتدبير قلب النظام هو والدكتور المصري مصطفى الشكعة، فالتجأ الورتلاني إلى لبنان، ومنها زار العديد من الدول غير العربية من أورربية وأسيوية وإفريقية معرفا بقضية الجزائر داعيا الشعوب والحكومات إلى الوقوف بجانب كفاح الشعب الجزائري. وهكذا نجد القضية الجزائرية ما عرفت إلا من خلال رحلات الورتلاني التي جاب بها مختلف أقطار العالم. وكان الورتلاني بالفعل كتيبة كاملة العدة والعدد والهدف من أجل تحرير الوطن الجزائري والشمال الإفريقي من نير العبودية والاستعمار، وكان سجله حافلا بالمواقف الوطنية المشرفة.
ومن جديد يعود الأستاذ الورتلاني إلى القاهرة فيحتفي بعودته بإقامة حفلا تكريميا يوم ٢٨ نوفمبر ١٩٥٢ بأحدث الفنادق هناك، حضرته شخصيات بارزة من مختلف أنحاء الوطن العربي والإسلامي.
ويغادر الأستاذ الورتلاني مصر في اتجاه تركيا التي نَظَّرَ فيها لأجل الاعتراف بالثورة الجزائرية موفدا إليها من قبل قيادة جبهة التحرير الوطني بالقاهرة، إلا أن دوره هناك لم يتواصل طويلا حيث سقط مريضا بداية عام ١٩٥٩، وإثر عملية