"أن الشعب الجزائري الذي يتميز غيظا، لمجرد الفكرة التي تشعره، بأنه قد يصبح مرة أخرى ضحية مساومات مخزية، يفصح من الآن، بلسان حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ترجمانه الصادق عن أن:
كل عمل من شأنه مسخ شخصيته، ويشهر بكل مداولة تدور تحت تأثير عقلية رجعية، ويحتج بشدة ضد كل أمر واقع يراد فرضه عليه، وينكر مرة أخرى على أي من كان التكلم باسمه، والتشريع مكانه، ويؤكد أمام الملأ أن له وحده الحق في تقرير مصيره، وأنه لا يريد أن يكون تحت تصرف أية أمة، ولا أية كتلة من الأمم.
ويصمم على عدم الرضوخ لاستعماله كبضاعة تتداولها الأيدي، أو طعمة للمدافع، كما وقع في الحربين العالميتين الماضيتين، ليرى في نهاية الأمر، السيطرة الاستعمارية سائدة في بلاده.
ويعلن أنه لا يشارك في أي نزاع مسلح، تكون فيه حقوقه مهضومة ومصالحه ملغاة.
وهذه الحقائق يعلنها كل الناس، وإن كان بعضهم يتوخى سياسة ميكافيلية تقوم على استعمال دماء الشعب المغلوب وثرواته، لتحصين السجن الذي يضمه، وتقوية السلاسل التي تقيده، والبعض الآخر يتوخى سياسة مراعاة الظروف، لغايات استراتيجيه، وكلا الأمرين يؤدي حتما إلى نتائج واحدة، وأن من واجبنا أن ننير السبيل أمام من تحمل مسؤوليات مباشرة، أو غير مباشرة ترمي إلى عرقلة أو تأخير سير شعبنا إلى التحرير.
إن تخوفات الشعب الجزائري، ليست ناتجة عن أي تحيز، وإنما هي مبنية على التجارب المؤلمة، التي عاشها في مختلف الحروب، التي دفع إلى المشاركة فيها منذ قرن.