السماء. فمن مبادئ القران {إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ... ذو حظ عظيم} فصلت: ٣٤ - ٣٥. ومن مبادئه {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} آل عمران: ١٥٩. وإن التوراة والإنجيل، لمشحونان بمثل هذه التعاليم السامية. على أنه ليس بعيدا ولا غريبا، عمن ينحدر كجلالته من أرومة النبوة والرسالة، أن ينشرح صدره لنصائح القرآن. ففي ذلك - والله - خير الدنيا والآخرة، لا سيما وأن العصر الذي نعيش فيه، يلد في كل رجب، عجبا من المذاهب الهدامة والفلسفات الفاسدة. وهذه لا تجد لها أتباعا، إلا في بيئة يسودها الخلاف، وينتشر فيها القلق والسخط، وهي أسرع في الانتقال من الأوبئة والجراد، بفضل ما وصلت إليه المدنية، من أسباب المواصلات الإخبارية والنقلية، وبفضل ما برع فيه الصيادون في الماء العكر، من أساليب التفتين والتفريق بين المرء وزوجه، أو الحاكم ورعيته. وقد كان ذلك دينهم منذ وضعوا مبدأهم الشهير (فرق، تسد).
س - هل تنوي نشر مذكرات لك عن ذلك الجهاد الطويل، والتجارب الكثيرة، لتستفيد الأجيال عما أصبت فيه أو أخطأت، وليطلع الناس على حقائق، لو ظلت مكتومة لكانت خسارة على التاريخ.
ج - صحيح, كل ما ذكرت، ولدي مذكرات مختصرة تحمل الخطوط العريضة، وأنوي أن أتوسع فيها وأنشرها، ولكن في الوقت المناسب. ولقد فاوضني في أمر نشرها كثيرون من دور الطباعة والنشر، ولكن آثرت أن أؤجل ذلك إلى حين، وعسى أن لا يطول كثيرا إن شاء الله.