للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج - لقد أقمت في غير لبنان طويلا، ولكن ما قضيته في لبنان كان أطول، ويليه سوريا الشقيقة ثم تركيا، ولم أكن لا في الأولى ولا في الثانية، أشعر بشيء من الغربة البتة، بل كنت كأني بين أهلي وعشيرتي. ولقد صارت لي فيها صداقات وإخاء، بلا تلامذة ومريدون، والحمد لله.

س - لقد زعمت بعض الصحف والإذاعات، أنك كنت تحمل رسالة خطيرة عن الشرق، حين زرت طنجة، أثناء الأزمة التي كانت قائمة في مراكش، بين القصر والإقامة، فكانت شيئا جديدا لاشتداد الأزمة وتهييج الوطنيين ...

ج - لم يكن الشرق في حاجة ليحملني مثل هذه الرسالة، ففي المشرق كما في أوروبا وغير أوروبا، ممثلون من وزراء وسفراء ووكلاء، كما لم يكن جلالة السلطان ولا الزعماء الوطنيون الأبرار، في حاجة إلى من يهيجهم. ففي وطنيتهم وتفانيهم في خدمة بلادهم الكفاية. وحتى إذا كانوا في بعض الحاجة إلى التهيج ففي سياسة الجنرال جوان وأساليبه العسكرية، ما هو فوق الكفاية والحمد لله.

أما زيارتي إلى المنطقة الخلفية وإلى طنجة، بعد زيارتي للأندلس الخالدة، فهي طبيعية، لأنها جزء صميم من وطن المغرب العربي، ولقد لقيت من سمو الخليفة المعظم كل حفاوة وإكرام، ولقيت مثل ذلك من جميع الزعماء والمواطنين. ولعله كان من حقي الصريح، أن أكون أداة خير ما استطعت، في تلك الفترة الدقيقة من ظروف مراكش الغالية، ويسرني أن أسجل لهما، أنني كنت كذلك والحمد لله. وأشكر لزعماء مراكش، الذين كانوا مقيمين في طنجة يومئذ، حسن استقبالهم لأخيهم هذا، بل أشكر لهم من صميم قلبي، حسن قبولهم عني، فجراهم الله عن الوطن كل خير.

س - لماذا لم تدخل مناطق النفوذ الفرنسي في تلك الرحلة، مع أن أهلك وأملاكك وإخوانك وتلامذتك، كل هؤلاء إنما هم الجزائر؟

<<  <   >  >>