للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى الديار المصرية، وقرأ الكتاب لـ "سيبويه" على الشيخ بهاء الدين النحاس الحلبى، كما أخذ عن أبى الحسن الأبدى وابن الصائغ، ثم تولى تدريس التفسير بجامع طولون، والحديث بالقبة المنصورية (١). وأخذ عنه جهابذة عصره، وتخرجوا على يديه، وتقدموا فى حياته. وقال الأسنوى (٢) "إمام زمانه فى علم النحو، وصاحب التصانيف المشهورة فيه وفى التفسير شرقًا وغربًا، وكان إمامًا فى الفقه، عارفًا بالقراءات السبع والحديث، شاعرًا مجيدًا. صادق اللهجة، كثير الإتقان والتحرى. ملازمًا على الاشتغال والإشغال إلى آخر وقته، واشتغل بالفروع".

ومهما يكن من شئ فقد كان وجود أبى حيان بمصر خيرًا على أبنائها؛ فقد تتلمذ على يديه أعلامها وشيوخها، ومنهم: الكمال الأدفوى، وتقى الدين السبكى، وابنه تاج الدين السبكى، والأسنوى، وابن قاسم، وابن عقيل، والصفدى، وخلائق كثيرون (٣).

ولقد كان الشيخ أبو حيان بمصر أمة وحدة. ومدرسة كبرى جامعة لأنواع المعرفة الإسلامية فى عصره، ملمّا باللغات الشرقية من فارسية وتركية وحبشية، مصنفًا فيها (٤). من مصنفاته: مختصر كتاب المنهاج للنووى وغيره.

توفى عشية السبت ٢٧ صفر سنة ٧٤٥ هـ - يولية سنة ١٣٤٤ م (٥).

رابعًا: فى العلوم العقلية:

وأخذ الأسنوى العلوم العقلية عن كثيرين منهم:

(١) التسترى (٦).


(١) حسن المحاضرة ١/ ٢٢٩.
(٢) فى طبقاته ج ص ١٥٦ فى دار الكتب رقم ٩٢٠.
(٣) البدر الطالع ١/ ٤٦٧ وما بعدها.
(٤) المرجع السابق.
(٥) طبقات الأسنوى: ١٥٧, طبقات المصنف ص ٣٨.
(٦) انظر: مقدمة الشيخ بخيت لنهاية السول.

<<  <  ج: ص:  >  >>