للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وقت الاستعمال]

أما عن وقت الاستعمال فإن السواك مستحب فى كل وقت يكون الإنسان فى حاجة إليه، وقد جمعها الإمام النووى فى ثلاثة: عند القيام للصلاة، وعند اصفرار الأسنان، وعند تغير الفم (١). وزاد صاحب المغنى: (٢) عند القيام من النوم، لحديث حذيفة قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا يرقد من ليل أو نهار فيستيقظ إلا وتسوك قبل أن يتوضأ" (٣). رواه أبو داود. وهذا ما أرشدنا إليه الطب الحديث أيضًا. فقد نصح بعدم الإكثار من استخدامه، ولكنه أكد الحرص على استعماله عند القيام من النوم، وخصوصًا الطويل منه؛ لأن البكتريا التى تضر بالأسنان تنشط فى ذلك الوقت، فكان الإسراع باستعمال السواك عند القيام من النوم إزالة لهذه البكتريا وقتلًا لها معًا.

وفى الوقت الذى يعلن فيه الطب الحديث ذلك، وأنه قد اكتشف الجديد فى مجال طب الأسنان، وأنه قد أرشد إلى الداء وقدم العلاج -نعلن أن أستاذ الطب الإسلامى الأول محمد بن عبد اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد سبق إلى ذلك بأربعة عشر قرنًا من الزمان حينما شخص الداء وأرشد إلى العلاج فى قوله الحكيم: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب" وقدمه إلى العالم أجمع فى ملايين التذاكر الطبية، والتى احتوتها كتب الفقه والحديث، وتوجد فى المكتبات العلمية فى شتى أرجاء العالم ليأخذ كل ما يفيده منها على مدى الأجيال ومستقبل البشرية جمعاء.

فسبحان صاحب هذا التشريع الإسلامى من إله حكيم عليم.


(١) شرح المهذب: ١/ ٢٦٣.
(٢) فى المغنى: ١/ ١٠٠.
(٣) عند أبى داود بلفظه عن عائشة، وراجع سنن أبى داود ١/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>