للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب الاستطابة (١)

[مسألة]

٣٩ - إذا أراد القراءة يستحب التعوّذ قبل البسملة. بخلاف ما إذا أراد قضاء الحاجة فإنه يستحب العكس، فيقول: بسم اللَّه، اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث.

والفرق: أن التعوذ هناك للقراءة، والبسملة من القرآن، فناسب تقديم التعوذ عليها. بخلاف ما نحن فيه.

واعلم أن هذا الفرق واضح فيما إذا ابتدأ القارئ من أول السورة، فإن ابتدأ من أثنائها فقد نص الشافعى على استحباب البسملة أيضًا. كذا رأيته فى زيادات الزيادات لأبى عاصم العبادى (٢)، وهى مسألة نفيسة مهمة قل من تعرض لها.


(١) الاستطابة: معناها قطع الأذى عن الإنسان. وقال ابن الرفعة: الاستطابة والاستنجاء والاستجمار: إزالة الأذى عن السبيلين، إلا أن الاستطابة والاستنجاء يكونان بالماء وبالحجر، والاستجمار لا يكون إلا بالأحجار، وهى الأحجار الصغيرة التى تنقى. وهى مأخوذة من الجمار وهى الأحجار الصغار. والاستطابة مأخوذة من طلب الطيب، فإن طالب قضاء الحاجة يطلب طيب نفسه بإخراج الأذى وإزالته. والاستنجاء مأخوذ من نجوت الشجرة وأنجيتها إذا قطعتها، فإنه يقطع الأذى عنه. وقيل من النجوة وهى المرتفع عن الأرض، لأنه يستتر عن الناس بنجوة. وقد قال بعض المفسرين فى قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} من هذا.
وراجع الكفاية: خ ١/ ١٥٧ نسخة دار الكتب رقم ٢٢٨.
(٢) هو: القاضى محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن عباد العبادى الهروى الشافعى، أبو عاصم. ولد سنة ٣٧٥ هـ - ٩٨٥ م. وهو فقيه، محدث، توفى سنة ٤٥٨ هـ - ١٠٦٦ م. من تصانيفه المبسوط، والهادى والزيادات، وزيادات الزيادات. والزيادات على زيادات الزيادات. وكلها فى فروع الفقه الشافعى.
وطبقات الفقهاء وغير ذلك. وراجع طبقات الأسنوى خ: ص ١٨١، ومعجم المؤلفين: ٩/ ١٠، وهدية العارفين: ٢/ ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>