للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى أحياها الذى هو أنشرها بعد أن أماتها فأقبرها وحصل منها من المهمات ما أشرت إليه".

وقد اتجه الأسنوى فى مبدإ حياته بالتأليف نحو العلوم اللغوية والأصولية حتى نال قصب السبق فيها، كل ذلك وهو لم يبلغ من العمر عشرين عامًا.

يقول الأسنوى (١): "وقد اعتنيت قديمًا بهذين العلمين بخصوصهما، وصرفت لهما جلّ همتى وأسهرت فيهما ليالى طويلة مقلتى حتى انتصبت للإقراء فيما ولى من نحو دون العشرين سنة.

ثم إنه بعد ذلك اتجه نحو الفقه، فحول همته إليه.

يقول الأسنوى موضحًا سبب ذلك (٢): "وكان نظرى فى العلمين المذكورين (النحو والأصول) يغلب على نظرى فى علم الفقه، ولم أزل كذلك إلى أن أراد اللَّه -تعالى- صرف الهمة عنهما وعن غيرهما إليه. وقصور النظر غالبًا عليه، حتى برز -بحمد اللَّه تعالى- من التآليف الفقهية ما قضى به وقدر وطار اسمه فى الآفاق واشتهر".

هذا هو منهجه العام. أما منهجه فى التأليف الفقهى، فلا يخرج عن الآتى:

١ - إما شرح لمن سبق، كشرحه على المنهاج.

٢ - وإما بيان مخالفة ما فى كتاب معين اطلع عليه لكتب المذاهب الأخرى فينبه عليه.

٣ - وإما بيان ما فيه من غلط فى النقل.

٤ - واما بيان المواضع التى خولف فيها نص الإمام الشافعى.

٥ - وإما ذكر ما أهمله ذلك الكتاب مما لا غنى عنه للباحث.

٦ - وإما ذكر المسائل التى ادعى فيها عدم الخلاف وفيها خلاف.

٧ - وإما بيان الراجح من الخلاف إذا كان هناك ذكر للخلاف بدون هذا البيان.

٨ - وإما ضبط الألفاظ التى يحصل فيها التباس.


(١) انظر: الكوكب الدرى فى ص ٤ نسخة دار الكتب ٤٥٩ أصول فقه الشافعى.
(٢) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>