للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفى لسان العرب (١): "الفرق خلاف الجمع، وفرقه يفرقه، فرقًا وفرقة، وانفرق الشئ، وتفرق، وافترق.

وفى حديث الزكاة: "لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة" (٢).

والتفرقة والافتراق سواء. ومنهم من يجعل التفرق للأبدان، والافتراق للكلام، يقال: فرقت بين الكلامين فافترقا، وفرقت بين الرجلين فتفرقا. وهذا المعنى الأخير هو الموافق لما نحن فيه.

يقول الأسنوى (٣): "إن اللفظ المستعمل هنا هو المخفف لأنه الموافق لما نحن فيه. إلا أن يقصد معنى التكثير".

وقال الجوهرى (٤): "فرقت أفرق بين الكلام، وفرقت بين الأجسام، وقول النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- (٥): "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا" بالأبدان لأنه يقال فرّقت بينهما فتفرقا".

والفرقة مصدر الافتراق. قال الأزهرى (٦): "الفرقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقى من الافتراق".

وفارق الشئ مفارقة وفراقًا: باينه، والاسم الفرقة، وتفارق القوم: فارق بعضهم بعضًا، وفارق فلان امرأته مفارقة وفراقًا. وهذا كله فى اللغة.

أما فى الاصطلاح: فالفارق والفرق شئ واحد. وهو من قوادح علة الحكم (٧).


(١) ١٠/ ٢٩٩ باب القاف فصل الفاء.
(٢) الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه عن ابن عمر عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- بدون زيادة "خشية الصدقة" ولكنه خرجها فى حديث آخر عن أنس من حديث أبى بكر -رضى اللَّه عنه- وانظر: البخارى بشرح الكرمانى ٧/ ٢١٢.
(٣) انظر: مقدمة الأسنوى لكتابه: مطالع الدقائق.
(٤) لسان العرب ١٠/ ٣٠٠.
(٥) الحديث أحرجه البخارى عن ابن عمر -رضى اللَّه عنهما- عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وبقيته: "أو يقول أحدهما لصاحبه اختر" وانظر: البخارى بشرح الكرمانى ١٠/ ٧.
(٦) فى لسان العرب ١٠/ ٣٠٠.
(٧) انظر: زهير وأصول الفقه ٤/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>