للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(عليه الصلاة والسلام) توضأ فمسح رأسه ثلاثًا. قال البيهقى (١) فى خلافياته: إسناده قد احتججنا بجميع رجاله إلّا عامرًا. وقد قال الحاكم: لا أعلم فى عامر طعنًا بوجه من الوجوه. وللشافعى قول: إنه يمسح الرأس مرة واحدة (٢). وطرده بعضهم فى (الأذن) (٣) أيضًا. والمعروف الأول، وكيفيته أن يضع يده على مقدم رأسه، ويلصق سبابتيه بالأخرى، وإبهاميه على صدغيه، ثم يذهب (بهما) (٤) إلى قفاه ثم يردهما إلى الموضع الذى بدأ منه، وحينئذ يكون الذهاب والرد مسحة واحدة.

وهذا بخلاف السعى فى الحج بين الصّفا والمروة، فإن الذهاب يحسب مرة والعود مرة أخرى. وقال ابن بنت الشافعى (٥) وغيره: يحسبان مرة واحدة.

والفرق: أنّ المقصود هناك قطع المسافة، وهى حاصلة فى الذهاب كحصولها فى الإياب. والمقصود فى الوضوء مسح (وجهى) (٦) الشعر ولا يحصل ذلك إلا بمجموع الذهاب والعود. فيلزم أن يكون المجموع مرة واحدة، ولهذا كان محل ما ذكرناه فيمن له شعر ينقلب بالذهاب والرد يصل البلل إلى (وجهيه) (٧) معًا. أمّا من لا شعر له، أو له شعر لا ينقلب لكونه طويلًا أو مضفورا، فإنه يقتصر على الذهاب


(١) هو: أحمد بن الحسين بن على بن عبد اللَّه بن موسى البيهقى الشافعى، محدث فقيه. ولد سنة ٣٨٤ هـ - ٩٩٤ م. وتوفى بنيسابور سنة ٤٥٨ هـ - ١٠٦٦ م وقد بلغت مصنفاته فى الحديث ألف جزء منها: السنن الكبرى، ودلائل النبوة، وغير ذلك. وراجع تذكرة الحفاظ للذهبى: ٣/ ٣٠٩، ووفيات الأعيان: ص ٣٤.
(٢) راجع الأم: ١/ ٢٣.
(٣) النص فى "ب": فى الإذن بين الصفا والمروة، وفيه تحريف وتصحيف.
(٤) هذه الزيادة سقطت من "جـ"، والظاهر أنها متعينة الإثبات.
(٥) هو: أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد العبادى بن عثمان بن شافع، أحد أجداد الشافعى، المعروف بابن بنت الشافعى، وهو سبطه وابن عمه، كان أبوه من فقهاء أصحاب الشافعى. وله مناظرات مع المزنى، وتزوج بابنة الشافعى زينب، فولد له أحمد المذكور. لم أطلع له على تاريخ وفاة. وراجع طبقات الشافعية لابن هداية اللَّه: ص ١١ ومعجم المؤلفين: ٢/ ١١٠.
(٦) فى "جـ": بعض، وهو تحريف.
(٧) فى "جـ": جبهته، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>