للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومع أن الاتجاه العام هكذا، كان يتجه نحو الاشتغال بعلوم السابقين فى هذا الفن، فلم يخل هذا العصر أبدًا من الابتكار والتجديد، فهناك مثلًا: البحر المحيط، وسلاسل الذهب للزركشى (١)، والتمهيد لجمال الدين الأسنوى (٢). إلى غير ذلك مما سنذكره مفصلًا فيما بعد (٣).

أما المؤلفات الفقهية لهذا العصر الذى نتحدث عنه فقد بلغت من الكثرة حدّا كبيرًا، وتقدر حسب دراستنا لها بـ "٢١٤" أربعة عشر ومائتى مؤلف ومصنف سنذكرها مفصلة فيما بعد (٤).

ومع كثرة هذه المؤلفات، فقد ظهر لنا أيضًا بعد البحث أن أغلبها يقوم على مؤلفات محدودة للسابقين لهذا العصر وعلى عدد قليل من مؤلفات هذا القرن الذى نتحدث عنه، وهى:

(١) التعجيز فى مختصر الوجيز فى الفروع (الشافعية)، لابن يونس (٥).

(٢) التنبيه، للشيرازى (٦).

(٣) الجامع الصغير، والجامع الكبير، لمحمد بن الحسن (٧).


(١) بدر الدين/ محمد بن عبد اللَّه الزركشى المصرى المتوفى سنة ٧٩٤ هـ.
وانظر فى طبقات ابن قاضى شهبة ص ٢٠٨ نسخة دار الكتب.
(٢) المتوفى سنة ٧٧٢ هـ.
(٣) انظر ص: ٧٩ وما بعدها.
(٤) انظر ص: ٥٩ وما بعدها.
(٥) هو تاج الدين أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد، المعروف بابن يونس الموصلى الشافعى، المتوفى سنة ٦٧١ هـ. وهو مختصر عجيب مشهور بين الشافعية وقد شرحه صاحبه ولم يكمله. وانظر كشف الظنون: ٤١٨.
(٦) هو أبو إسحاق إبراهيم بن على الشيرازى الفقيه الشافعى، المتوفى سنة ٤٨٦ هـ (١٠٨٣ م).
(٧) هو: محمد بن الحسن الشيبانى صاحب الإمام أبى حنيفة، توفى سنة ١٨٩ هـ، قال عنه الرشيد بعد وفاته: دفنت العربية والفقه بالرى اليوم. وانظر شذرات الذهب ١/ ٣٢١، ٣٢٢ وفى كشف الظنون: توفى سنة ١٨٧ هـ.
وانظر الكشف: ٥٦١، والجامع الصغىير يشتمل على ١٥٣٢ مسألة فقهية، والمسائل الخلافية فى ١٧٠ مسألة، ولم يذكر القياس والاستحسان إلا فى مسألتين. أما الجامع الكبير فهو كاسمه لجلائل مسائل الفقه، جامع كبير قد اشتمل على عيون الروايات وفنون الدرايات بحيث كاد أن يكون معجزًا، ولتمام لطائف الفقه منجزًا. وانظر: الكشف: ٥٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>