للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعبادِهِ الصالحينَ الآخَرينَ.

قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{لِيَبْلُوَنِي} لِيَخْتَبِرَنِي]، اللام للتعليل [{أَأَشْكُرُ} بتحقيق الهمزتينِ وإبدالِ الثَّانِيَةِ ألفًا وتسهيلها، وإدخال ألف بين المسهَّلة والأُخْرَى وتركه]، بتحقيق الهمزتين: {أَأَشْكُرُ}، إبدال الثَّانِيَة ألفًا (آشكر)، تسهيلها {أَأَشْكُرُ} اجعل الهمزة مسهلة بين الألف وبين الهمزة، وإدخال ألف بين المسهلة والأُخْرَى وتركها، يعني معناه: إذا قرأتَ بالتسهيلِ فلها صورتانِ:

الصورة الأولى: إدخال ألف (أااشكر) اجعل بَعْد الألف همزة مسهلة.

الصورة الثَّانِيَة: بدون ألف، يعني أن التسهيل يجوز فِيهِ المد قبل التسهيل وعدم المد.

قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{أَمْ أَكْفُر} للنعمة]، فبماذا يَكُون الشكر؟

يَكُون الشكرُ بالثَّناء عَلَى اللهِ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ النعمة بذاتها، وكذلك الاعتراف بالقلب بأنها مَحْضُ فضلٍ منَ اللهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لك بها مِنّة عَلَى ربِّك، والثَّالث القيام بما تَقْتَضِيه هَذِهِ النعمة من واجبٍ، وهَذَا الشكر الخاصّ لَيْسَ الشكرَ العامَّ؛ لِأَنَّ الشكرَ يَكُونُ عامًّا بحيثُ يُوصَف الْإِنْسَان بأنه من الشاكرينَ عَلَى الإطلاق، وَيكُون خاصًّا بحيث يُوصَف بأنه من الشاكرينَ عَلَى هَذِهِ النعمة فقطْ.

مثال ذلك: رجل آتاه الله مالًا، فالشكر الخاصّ عَلَى هَذَا المال أن يتحدث بهَذَا المال عَلَى أَنَّهُ من فضلِ الله ونعمته، وأن يعترفَ بقلبه أَنَّهُ فضلٌ من الله، لا يَقُول: أُوتيتُهُ عَلَى علم عندي.

والثَّالث أن يقوم بواجب هَذَا المال من دفع زكاتِه وما يترتَّب عليه بسبب

<<  <   >  >>