للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَائِدَة الثَّامِنَةُ: أَنَّهُ لا يَنتفِع بالآيَاتِ إِلَّا أُولوا العلمِ؛ لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} أَمَّا مَن لَيسوا من ذوي العِلم فَإِنَّهُ يَفُوتهم شيءٌ كثير، لا يَعتبرون به ولا يَتَّعِظون به؛ ولهَذَا قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: ٤٣]، {الْأَمْثَالُ} تَشمَل الأمثال المعقولةَ والأمثالَ المحسوسةَ المشاهَدة، فالله تَعَالَى يَضرِب الأمثال المعقولة ويضرب الأمثال المحسوسة، قَالَ تَعَالَى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ... } [يس: ١٣]. هَذِهِ من الأَشْيَاء المشهودة المحسوسة، وقوله: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} [العنكبوت: ٤١]، هَذَا من الأمثال المعقولة.

والحاصل: أن أهل العلمِ هم الَّذِينَ يعقِلون هَذِهِ الآيَاتِ ويَعتبِرون بها وَينتفِعون بها.

الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ: فضيلة العلم.

الْفَائِدَة الْعَاشِرَةُ: الحثُّ عَلَى العلمِ؛ لِأَنَّهُ إذا ثبتَ فَضلُه فمعنى ذلك أن الله ذَكَرَه لنا لِتَتَعَلَّم، ولَا شَكَّ أن العلم من أفضل ما أنعمَ الله به عَلَى العبدِ، يعني ما بَعْد الإِسْلامِ نعمة مثل العلمِ، هِيَ أفضل من نعمةِ المالِ وأفضلُ من نعمة قوّة البَدَن، وأفضل من نعمة البنينَ، وما يعادِلها إِلَّا نعمة الإِسْلام فقطْ.

والمقصود العُلَماء الَّذِينَ مَثَّلوا العلمَ، بأن كانوا دعاةً إِلَى الله، وكانوا علماء مِلّة، لا علماء دولة؛ لِأَنَّ العُلَماء منهم علماء مِلة يدعون إِلَى الملة والشَّرِيعَة، ويَهدون بأمرِ اللهِ، ومنهم علماء دولةٍ يدعون إِلَى ما تريده الدولة، وكما هُوَ معروف أوّل ما ظهرتْ بِدعة الاشتراكيّة أو أول ما ظهر فِسق الاشتراكيّة -والاشتراكية ظهرت من زمنٍ-

<<  <   >  >>