الَّتِي تكون متفاوتةً بحسَب ما قام به العبدُ من أَسْبابِ الاصطفاءِ، فكلَّما كَانَ الْإِنْسَان أقومَ بعبادةِ اللهِ وأشدَّ تعظيمًا لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَانَ أشدّ اصطفاءً.
قَالَ المُفَسِّر: [{آللَّهُ} بتحقيق الهمزتين]، (أألله)[وإبدال الثَّانِيَة ألفًا]، (آلله)[وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهَّلَة والأُخْرَى وتركها]، التسهيل فِيهِ صفتان؛ يدخل بينهما ألف، أي بين الهمزة والمسهَّلة، أو بدون ألف؛ فتكون القراءات أربعًا.
ثم قَالَ:{آللَّهُ خَيْرٌ} قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{خَيْرٌ} لمَن يَعْبُدُهُ {أَمَّا يُشْرِكُونَ} بالتاء والياءِ، أي أهل مكَّة به الآلهة خير لِعَابِدِيها].
قوله:{آللَّهُ خَيْرٌ} خَصَّه المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ بخيريتِهِ لمَن يعبده، والصَّواب أَنَّهَا خَيْرِيَّة مُطْلَقَة لمَن يعبده، وهَذَا يَقتضي الإحسان، ولكماله وهَذَا يقتضي الجلالَ والعظمةَ، فهنا لا نَقُول:(آلله) خير من يعبده فقط، بل (آلله) خيرٌ فِي كُلّ صفاتِه وَفِي إحسانِه وعطائِه؛ لِأَنَّ الآيَةَ مُطْلَقة، فيجب إطلاقها، وإطلاقها أكملُ مِن تقييدها؛ لِأَنَّهُ مثلًا قد يَكُون هذا خيِّرًا لمن يتعامل معه لَكِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ خيرية مطلقة، يَكُون هَذَا الرجل يتعامل مَعَ شخص وإذا عامله أعطاه فوق ما يستحقّ، لَكِنَّهُ فِي صفاتِهِ الأُخْرَى رَدَيء، ويأتي آخرُ جيِّد وخَيِّرٌ فِي صفاته الأُخْرَى لكِن إذا تعامل معه هَذَا الرجل ربما لا يعطيه ما يستحقّ، فيَكُون الأوَّل خيرًا له من الثاني، ومع ذلك فَهُوَ ناقصٌ.
فقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: خير لمَن يعبده، هَذَا فِيهِ نظر؛ أولًا: أَنَّهُ تقييد للمطلَق بلا دليلٍ. ثانيًا: أن هَذَا التقييدَ لا يَقتضي الأفضليَّةَ، ولذلك يَجِب أن يُقال:(آلله خير) فِي كُلّ شيءٍ؛ فِي صفاتِه وَفِي ثوابِه وجزائِه لمَن يَعْبُدُهُ.