للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بها الصدرُ، وهَذَا أمرٌ معلومٌ، لا سيما لِعُشَّاق الحدائقِ، وإلّا فبعض النَّاس لا يُهِمُّه سواء كَانَ فِي الحديقة ما يُبْهِج أو لا، لكِن عشّاق الحدائق يجدون لذَّة عظيمة فِي مثل هَذِهِ الحدائقِ الَّتِي بها هَذَا النبات العظيم.

قَالَ اللهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا}: {مَا كَانَ} بمعنى: مُمتنِع غاية الامتناع، وهي نظيرُ قولِه تَعَالَى: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ} [مريم: ٣٥]، أي: مُمتنِع عليه، فـ {مَا كَانَ لَكُمْ} أي: ما صحَّ لكم، وما أمكن لكم أن تُنْبِتُوا شجرها؛ لِعَدَمِ قُدْرَتِكُم عَلَى ذلك، لَيْسَ فِي مَقْدُورِكُم أنْ تُنْبِتُوا هَذَا الشجرَ.

فَإِذَا قَالَ مُجادِلٌ: بل فِي مقدوري، فآتي بنوى التمر وآتي بحبّ وأَحْرُث الْأَرْض وأضعه فيها.

قُلْنَا: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: ٦٣ - ٦٤]، نعم أنت فعلتَ السَّبَب، لكِن هل خلقتَ هَذَا، هل فَلَقْتَ الحبَّ والنوى؟ أبدًا.

وإذا جادل مجادِلٌ بمثلِ ذلكَ قُلْنَا له مثل ما قَالَ إبراهيمُ - صلى الله عليه وسلم - للذي {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} [البقرة: ٢٥٨]، فنَقُول له: إذا كنتَ أنت فعلت هَذَا فهَذِهِ الشَّمْسُ تأتي منَ المَشْرِقِ فأتِ بها من المغربِ.

قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{أَإِلَهٌ} بتحقيقِ الهمزتينِ وتسهيلِ الثَّانِيَةِ وإدخالِ ألفٍ بينهما عَلَى الوجهينِ فِي مواضعِهِ السبعةِ]، وأين مواضعه السبعة؟

فِي الآيَات الآتية، هَذَا واحد، وننظر هل كلام المُفَسِّر صحيح أم لا.

قَالَ المُفَسّر: [{مَعَ اللَّهِ} أعانه عَلَى ذلك]، يعني أو انفردَ بشيءٍ منه، فالمعية هنا

<<  <   >  >>