وقوله:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} الجواب: اللهُ، وهَذِهِ الأصنام لا تجيب دعوة المضطرّ، ولكِن قد يجعل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى سببًا مقارِنًا فيَفْتِن بها العابدَ، ربما يدعو الْإِنْسَان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكشفَ ضُرَّه، ويقدِّر الله تَعَالَى سببًا مقارنًا لهَذَا فيشفى المريضُ فيُفْتَتَن الداعي بأن الَّذِي أجابَ دعوتَه وشفَى مريضَه هُوَ الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم -، وهَذَا شَيْء مشاهَدٌ، فمِن المشاهَد أن الله تَعَالَى قد يَفتِن العبدَ، وإلا فنحن نعلمُ أن دعاء الرَّسُول لَيْسَ بنافعٍ، ونعلم عِلْم الْيَقينِ ويجب علينا أن نؤمِنَ بذلك؛ أن دعاء الرَّسُول لَيْسَ بنافعٍ، يَعْنِي: كونك تدعو الرَّسُول لِيَكْشِفَ عنك الضرَّ لا ينفع قطعًا، فإن قُدِّرَ أن أحدًا ابتُلِيَ بمثل هَذَا فنعلم أَنَّهُ بسببٍ آخرَ مقارِنٍ.
والَّذِينَ يُحَدِّثوننا أصحاب الخُرافات بمثل هَذَا، يَقُول القائل: ونحن متجهون إِلَى المَدينَة فِي السنة الماضية أقبلنا عَلَى الرَّسُولِ الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ... نوافق عَلَى هَذَا، قَالَ: كاشف الغَمّ ومُبْرئ المرضى، قُلْنَا: لا نُوافِقُك عَلَى هَذَا، قَالَ: لماذا؟
(١) رواه البخاري، كتاب المظالم، باب الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم، حديث رقم (٢٣١٦)؛ ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، حديث رقم (١٩)، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -