قُلْنَا: هَذَا لا يفعله إِلَّا الله، قَالَ: لا، يوجد واحد أُصيب بِبَطْنِه مَرَضَ بطنٍ -مُبْطُون- وَإنَّهُ ذهب إِلَى جميعِ الأطبّاء فلم يُفَدْ، فقال: ما لي إِلَّا أن أتوجَّه إِلَى الحبيب، فتوجه إِلَى الحبيب، فلما بلغَ مشارفَ المَدينَة دعا: يا رسولَ اللهِ أنقِذني. يَقُول: فما دخلَ المَدينَةَ إِلَّا وقدْ بَرِئَ بطنه تمامًا.
هَذِهِ القصة أنا ما أقول: إنَّهَا كذِب، قد تكون صِدقًا، وقد تكون مما تناقله النَّاس وهي لا أصلَ لها، لكِن أقول: إن هَذَا منَ الفِتَنِ العظيمةِ الَّتِي قد يُبْتَلَى بها المَرْءُ، وقد تَقَدَّمَ الَّذِينَ اطَّيَّروا بصالحٍ، وقُلْنَا: إن اللهَ قد يُقَدِّر أَشْيَاءَ بأَسْبابٍ مقارنةٍ لشيءٍ فتُنْسَب إِلَى هَذَا الشَّيْءِ ظاهرًا وليستْ منه لَكِنَّها ابتلاءٌ، فهَذه منْ الِابتلاء الَّذِي يَبتلي اللهُ به مَن يشاء من عِبادِهِ.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: الَّذِينَ يدعون الرَّسُولَ قد يَستدِلّون بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}[النِّسَاء: ٦٤]، كيف الجواب عن هَذِهِ الآيَة؟
الجواب: الله تَعَالَى يَقُول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ} ولم يقلْ: (إذا) ظَلَمُوا، فـ (إذ) هَذِهِ لما مَضَى، وهي تشير إِلَى قضيَّة معيَّنة، {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}، ولهَذَا قَالَ:{وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}.
والنَّبِيّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْد مَوْتِهِ لا يُمْكِن أنْ يَستغفرَ لأحدٍ، والحمد لله الآيَةُ لَيْسَ فيها دليلٌ، وهَذه القصَّة لو فُرِضَ أن السند صحيح إِلَى هَذَا الرجلِ؛ فمَنْ هَذَا الرجلُ وما مدى أمانته وعدالته، فكلها كذِب موضوع، المهمّ أَنَّهُ لا أحدَ يجيب المضطرَّ إذا دعاه إِلَّا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.