للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَعَ الأسفِ الشَّديدِ الكافرة المُلْحِدَة لا يتجاوز التلفزيون الساعة التَّاسعة منَ الليلِ، ففي الساعة التَّاسعة يُغلَق التلفزيون؛ لِأَنَّهُم يَعرفون أن هَذَا ضررٌ عَلَى عمالهم وَعَلَى مُثَقَّفِيهم، فهم لا يريدون الضررَ للأُمّة، يَقُولُونَ: إذا أَبقيناه إِلَى ما بَعْد التَّاسعةِ سَهِرَ النَّاس عليه وَكَانَ فِي ذلك إنهاك للعمال وكان فِي ذلك إهمال للطلبة، فلذلك نحن نُغْلِقُه من الساعة التَّاسعة حَتَّى ينام النَّاس وحتى لا نكون قد تَسَبَّبْنَا فِي إرهاقِ النَّاسِ، وحدثني بذلك عدَّة أُناسٍ مِنَ الَّذِينَ جاءوا من أُورُبَّا يَقُولُونَ: أبدًا، لا يمكن أن يتجاوزَ الساعةَ التَّاسعةَ، لكِن لا أَدري إنْ كَانَ فِي الأَشْيَاء النادرة، لكِن هَذَا هُوَ برنامجهم.

نحن الْآنَ مَعَ الأسفِ الشَّديدِ يَقُولُونَ: إنَّهُ يبقى إِلَى ما بَعْد الساعة الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ نصفَ الليلِ، هَذَا مَعَ ما يَتَطَلَّب من الناحية الاقتصاديَّة: فكم يَستهلك النَّاس من الكهرباء فِي هَذِهِ الساعةِ على تلفزيوناتهم وكذلك أيضًا أنوارهم؛ لِأَنَّ المكان لَا بُدَّ له من نور، فيُستهلك نور، وتُستهلَك كهرباء للتلفزيون، فكم يكلّف العالم؟ ! وكم تُرهق المُعدات أيضًا؟ هَذَا بقطعِ النظرِ عن المفاسدِ الأُخْرَى البدنيّة، ولكِن العبرة بمن بصَّره الله تَبَارَكَ وَتَعَالى.

فمثل هَذَا المسئول راعي البيت إذا كانت مثلًا الساعة التَّاسعة يأمر أهله بالنوم ويُغلِقه، أَمَّا الكسرُ فلا، والنَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَرِهَ الحديثَ بعدَ العشاءِ (١)، فكَوْننا نسهر إِلَى نصفِ الليلِ أحيانًا أو إِلَى أكثر وَلَيْسَ ليلة طارئة حَتَّى نَقُول: العوارض عوارض، بل هِيَ دائمًا فِي الغالب، هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يسهرون إِلَى ما بَعْد نصف الليل أولًا ربَّما لا يقومون لصلاة الفجر، وإذا قاموا نِصْفُهم نُوَّم، يُؤَدُّونَها بكلِّ كُلفةٍ ومَشَقَّة،


(١) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>