وفي شهر ربيع الآخر تواترت الأخبار بمسير المعز إلى مصر، وورد كتابه من قابس فتأهب جوهر لذلك، وأخذ في عمارة القصر والزيادة فيه.
وفي النصف من جمادى الأولى مات عبد العزيز بن هيج فسلخ وصلب.
وفي أول رجب كد جوهر الناس للقاء المعز، فتأهبوا لذلك، وخرج أبو طاهر القاضي، وسائر الشهود والفقهاء ووجوه التجار إلى الجيزة مبرزين للقاء المعز، فأقاموا بها أربعين يوما حتى ورد الكتاب بوصول المعز إلى برقة، فسار القاضي ومن معه.
وسار الحسن بن عمار إلى الحوف في عشرة آلاف فواقعوا القرامطة هناك.
ولخمس بقين من شعبان ورد الخبر بوصول المعز إلى الاسكندرية، ولقيه أبو طاهر القاضي ومن معه، فخاطبهم بخطاب طويل، وأخبرهم أنه لم يسر لازدياد في ملك ولا رجال، ولا سار إلا رغبة في الجهاد ونصرة للمسلمين؛ وخلع على القاضي وأجازه وحمله.
ولقيه أبو جعفر مسلم في جماعة الأشراف، ومعهم وجوه البلد بنواحي محلة حفص، وترجلوا له كلهم وكان سائرا فوقف، وتقدم إليه أولا أبو جعفر مسلم، ثم الناس على طبقاتهم، وقبلوا له الأرض وهو واقف، حتى فرغ الناس من السلام عليه، ثم سار وسايره أبو جعفر مسلم وهو يحادثه وسأل عن الأشراف، فتقدم إليه أكابرهم: أبو الحسن محمد بن أحمد الأدرع.
وأبو إسماعيل الرسي.
وعيسى أخو مسلم.
وعبد الله بن يحيى بن طاهر بن السويح ثم عزم على الشريف مسلم، وأمره بركوب قبة لأن الحر كان شديدا وكان الصوم، فقدمت إليه قبة محلاة على ناقة، وعادله غلام له، ونزل المعز إلى الجيزة، فكانت مدة القائد أبي الحسن جوهر أربع سنين وتسعة عشر يوما.