للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال : «فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (١)».

ألا تسمعون قول الله حيث يقول: «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (٢)» وقوله تقدست أسماؤه: «ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (٣).

وقوله له العزة: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» (٤).

ومثل ذلك فى كتاب الله تعالى جده كثير، ولولا الإطالة لأتينا على كثير منه

ومما دل به علينا، وأنبأ به عنا،، قوله ﷿:

«كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ، نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ، وَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» (٥).

وقوله فى تفضيل الجد الفاضل والأب الكامل محمد - صلى الله عليه، وعليه السلام - إعلاما بجليل قدرنا، وعلو أمرنا:

«وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ» (٦).

هذا مع ما أشار ولوّح، وأبان وأوضح، فى السرّ والإعلان، من كل مثل مضروب، وآية وخبر وإشارة ودلالة، حيث يقول:

«وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ» (٧).


(١) الآية ١٢٢، السورة ٩ (التوبة)
(٢) الآية ٢٨، السورة ٤٣ (الزخرف).
(٣) الآية ٣٤، السورة ٣ (آل عمران).
(٤) الآية ١٣، السورة ٤٢ (الشورى).
(٥) الآية ٣٥، السورة ٢٤ (النور).
(٦) الآية ٨٧، السورة ١٥ (الحجر).
(٧) الآية ٤٣، السورة ٢٩ (العنكبوت).