وقلّد أبا الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن الحسينى الكوفى قضاء الشامات، ودار الضرب، والحسبة، وحمل على بغلة وبرذون ومعه ثلاثة عشر تخت، وستة آلاف درهم، وكتب له سجل.
وضمّن أبو عبد الله الحسن بن إبراهيم الرسّى، وأبو طاهر سهل بن قمامة خراج الأشمونين وحربها، وخلع عليهما، وسارا بالبنود والطبول.
وضمّن أبو الحسن على بن عمر العدّاس كورة بوصير وأعمالها، وخلع عليه وحمل، وسار بالبنود والطبول.
واعتلّ الأمير عبد الله بن المعز، ومات لسبع بقين منه - بعد جدته بتسعة عشر يوما - فجلس المعز للعزاء، ودخل الناس بغير عمائم، وفيهم من شوّه نفسه وأظهر الجزع الشديد، فكان المعز يسكنهم ويقول:
«اتقوا الله، وارجعوا إلى الله».
وغلّقت الأسواق، ثم جلس الناس بزيهم، ومنهم قيام، فأمر القاضى محمد بن النعمان بغسله، والمعز يتحدث، ويسأل عن آى من القرآن، وعن معانيها، لأن القراء كانوا يقرءون، ووصف ابنه عبد الله بالفضل والبر، فقال له أبو جعفر مسلم:
«أعوذ بالله من فقد الولد البار»
فقال له المعز:
«فما تقول فى الولد العاق والأخ العاق؟» - يعرّض له بابنه جعفر وبأخيه عبد الله، وكونهما مع القرامطة -.
فقال له أبو جعفر مسلم:
«إذا بليت بالولد العاق والأخ العاق كان فى الله وفى بقاء مولانا منهما عوض.
فقال له المعز: «لا صان الله من لا يصونك، ولا أكرم من لا يكرمك، ولا أعزّ من لا يعزك، ولا أجلّ من لا يجلك».