للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى الوجه الآخر.

«الإمام أبو المنصور (١)».

وفى ربيع الآخر ورد الخبر بفتح منجوتكين حمص وحماة وشيزر، وأنه محاصر لحلب، فجعل الطائر الذى قدم بالخبر فى قفص عليه ثوب ديباج وطيف به القاهرة ومصر.

وسعى (٢) بعض النصارى بالكتاب إلى العزيز فانكف عليه وهدد، فقيل إنه جائع، فرتب له فى كل شهر عشرون دينارا، ونهى عن العود لمثل ذلك، فخاف السعاة وانكفوا (٢).

وخلع القاضى محمد بن النعمان على مالك بن سعيد الفارقى، وقلّده قضاء القاهرة، فركب بالخلع وشقّ الشارع إلى القاهرة.

وفى جمادى الأولى ورد الخبر على جناح الطائر بأن سعد الدولة شريف بن سيف الدولة على بن حمدان بذل لمنجوتكين ألف ألف درهم، وألف ثوب ديباج، ومائة فرس مسرجة، ليرحل عنه، فامتنع، وقدم الروم فواقعهم منجوتكين، وقد استخلف على قتال حلب عسكرا، وكان منجوتكين فى خمسة وثلاثين ألفا، والروم فى سبعين ألفا، وانهزم الروم عند جسر الجديد، وأخذ سوادهم، وقتل منهم وأسر كثير، فقرأ العزيز الكتاب بنفسه على الناس، ونزل القاضى محمد بن النعمان فقرأه على الكافة فوق المنبر بالجامع العتيق، وقال فى كلامه:

«فاحمدوا الله أيها الناس، فإن الله تعالى قد صانكم وصان أموالكم بمولانا وسيدنا الإمام العزيز بالله ، فما بالعراق تاجر معه عشرة دنانير أو أكثر إلا وتؤخذ منه».

وسقط الطائر بعده بأن منجوتكين غنم غنيمة عظيمة من الأموال والرجال والدواب، وأنه ظفر بعشرة آلاف أسير فأخذهم، وأنهم قاتلوا معه وهو محاصر للروم فى أنطاكية، فقرأ القاضى الكتاب على المنبر، وتصدّق العزيز بصدقات كثيرة.

وسقط الطائر بوصول منجوتكين إلى مرعش، وعاد إلى حلب.

وركب العزيز لفتح الخليج بالمظلة، وعليه قميص ديباج مثقل، وتاج مرصّع بالجوهر.


(١) عند ابن ميسر: «أبو منصور».
(٢) هذه الجملة غير واضحة المعنى، ويبدو أنه ينقصها بعض الفقرات أو الالفاظ ولم أجد فى المراجع الاخرى ما يعين على اكمالها أو توضيحها.