للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه دخل كلب إلى الجامع العتيق بمصر فطاف بالجامع بأسره، فقام إليه الناس وقتلوه في الصحن، فجرى دمه على الحصر فغسلت بعد إخراجه من الجامع.

وقد وصلت هدية من بلد النوبة فيها عبيد وإماء، وخشب أبنوس، وفيلة، وزرافات

شهر ربيع الآخر، أوله الخميس. في رابعه ورد الخبر بأن عبد الله ابن إدريس الجعفري ومعه أحد بني جراح طرق أيلة ونهبها، وأخذ منها نحو الثلاثة آلاف دينار وغلالا، وسبى النساء والأطفال. وسبب ذلك أنه سأل حسان بن جراح أن يرد إلى ولايته على وادي القرى، ورغب أن يتوسط له مع الظاهر، فلم يجبه، ففعل ما فعل. فخرجت سرية من القاهرة لحربه.

وفيه نزل الظاهر إلى البيمارستان متنكرا في عبيده، فطافه، وأطلق لكل من المجانين خمسين درهما، وللقيم عليهم خمسمائة درهم؛ ورسم بعمارته وإجراء الماء إليه على رسمه، وأن يطبخ للمجانين كل يوم ما يأكلونه بعد أدويتهم. وفي ثامنه قدم الخبر بنهب عبد الله بن إدريس بلد العريش وإحراقه وأخذ جميع ما كان فيه بمعاونة بعض أولاد ابن جراح. وفيه اجتمع في قافلة المغرب خلق من التجار ومعهم من الأموال قريب من مائتي ألف دينار بالجيزة، فأنذروا بطائفة من العبيد والجوالة والقيصرية قد تجمعوا لنهبهم فبعث معهم نحو ثلثمائة فارس وأربعمائة راجل، وساروا إلى المغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>