للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال إن الخليفة القائم بأمر الله كتب لما نكب كتاباً يشكو فيه ما يلقاه من البساسيري ونسخته بعد البسملة: إلى الله العظيم من عبده المسكين. اللهم إنك عالم بالسرائر، مطلع على مكنونات الضمائر؛ اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامي لك؛ وهذا عبد من عبيدك قد كفر نعمتك وما شكرها، وألغى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك، وسخر بأناتك، حتى تعدى علينا بغياً، وأساء إلينا عتوا وعدواً. اللهم قل الناصر، واغتر الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصف الحاكم، بك نستعين عليه، وإليك نهرب من بين يديه، وقد تعزر بالمخلوقين، ونحن نستعين بالله رب العالمين. اللهم إنا حاكمناه إليك، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا إلى حكمك، ووثقنا في كشفها بكرمك فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين، وأظهر قدرتك فيه قدر ما نرتجيه، فقد أخذته العزة بالإثم. اللهم فاستلبه عزته، وملكنا بقدرتك ناصيته، يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد خاتم النبين، وعلى آله الطيبين وسلم تسليما. وبعث به إلى باب الكعبة، وعلق بباب الكعبة ودعي بما فيه؛ فقتل البساسيري في ذلك اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>