ذلك، وقررت لنزولك يومين فى الجمعة لفصل الأحكام؛ وإذا نزلت كان ولداك ينوبان عنك فى تنفيذ أمور خدمتى؛ وهذا التقرير لا يغلبك فعله. فقبّل الأرض، ودعا، وشكر، وانصرف.
وكانت إذا قالت قولا وفت به وثبتت عليه، فإنها كانت وثيقة العقد، حافظة العهد، غير ناقضة له، ولا متغيّرة عنه مع من تطّلع من أمره على ما يقتضى التغيير عليه، فكيف بمن ترتضى طريقته، وتحمد خلائقه.
وفيها ولى القائد بهاء الدولة وصارمها، طارق الصقلبى المستنصرى، دمشق، فقدمها صبيحة يوم الجمعة مستهل شهر رجب (١)، وساعة وصوله دخل القصر وقبض على ناصر الدولة أبى محمد الحسن بن الحسين بن حمدان.
(١) وقرئ سجل ولايته بالمسجد والدعاء له فيه: «سلمه الله وحفظه». ذيل تاريخ دمشق: ٨٤.