بالأمان، فى ثامن ربيع الأول سنة سبع وأربعين. وعاد إلى أفامية فحصرها ورماها بالمجانيق، فطلبوا الأمان على أن يرحل عنهم؛ فلما رحل أحرقوا القلعة وانهزموا، فلحقهم وقتلهم، وأطفأ النّار من القلعة، وأغار على البلاد؛ فلم يكن بأنطاكية من يذب عنها، وجمع كل طامع فى النهب بحجة ابن ملهم. وتوسط ثمال بن صالح للصلح، فلم يتمّ. وسيّرت الملكة تيودورا أسطولا إلى أنطاكية، فوصل اللاّذقية ثمانون قطعة، وخرج دوقس أنطاكية وبطركها فى جماعة، فظفروا بشينيين (١) للمسلمين معهما الغنائم؛ فسار ابن ملهم نحوهم، وكشف الروم إلى طرف أنطاكية، واستنقذ الأسرى منهم وقتل منهم خلقا كثيرا. فدار الأسطول إلى طرابلس وقاتلوا أهلها، فقتل من الفريقين خلائق. وعاد الأسطول الرومى إلى اللاّذقية، فماتت الملكة تيودورا بعد سبع سنين من ملكها وتسعة أشهر واثنتى عشرة ليلة؛ وملك بعدها ميخائيل.
(١) والجمع شوان، مركب حربية لها مائة وأربعون مجدافا، وكانت تعد أكبر سفن الأسطول، تقام فيها الأبراج للدفاع وتشحن بالمقاتلة، ويقابلها بالفرنسية Galere . قوانين الدواوين: ٣٣٩ - ٣٤٠؛ Dozy;Supp،Dict.Ar .