للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمود الذي لها خمسون ذراعا بذراع العمل، وبلغت النفقة عليها عشرة آلاف ألف دينار. وللشعراء فيها عدة مدائح.

وكان الأفضل يقول الشعر. فمن شعره في غلامه تاج المعالي:

أقضيب يميس، أم هو قدّ ... أو شقيق يلوح، أو هو خدّ

أنا مثل الهلال خوفاً عليه ... وهو كالبدر حين وافاه سعد

وكان شديد الغيرة على نسائه. اطلع من سطح داره فرأى جارية من جواريه متطلعة إلى الطريق، فأمر بضرب عنقها. فلما وضعت الرأس بين يديه أنشد:

نظرت إليها وهي تنظر ظلّها ... فنزّهت نفسي عن شريك مقارب

أغار على أعطافها من ثيابها...... ومن مسك لها في الذّوائب

ولي غيرةٌ لو كان للبدر مثلها ... لما كان يرضى باجتماع الكواكب

قال: وكان عدة الوعاظ والقراء والمنشدين في عزاء الأفضل أربعمائة وعشرين شخصاً، فخرج أمر الخليفة أن يعطى كل واحد منهم ثمانين دينارا، الصغير مثل الكبير؛ فقال ابن أبي قيراط: يا مولانا، هذا مال كثير. فقال: إنفاذ أمرنا هذا من بعض حقه علينا. فجاء مبلغ ما دفع نحواً من أربعة وثلاثين ألف دينار.

<<  <  ج: ص:  >  >>