بعض دور الشّهود والعامّة. فبادر صاحب السّيارة إلى البلد وملكه، وبعث برأس شمس الخلافة إلى الأفضل، فسرّ بذلك وأحسن إلى القادمين به.
وكان قدوم الرأس فى يوم الأربعاء رابع المحرم، صحبة ثلاثة من الكنانيّة، فخلع عليهم؛ وطيف بالرأس، وزيّنت البلد سبعة أيام.
وفيه خلع على ولده مختار ولقّب شمس الخلافة، وأنعم عليه بجميع مال أبيه.
وسيّر بدله مؤيد الملك خطلخ، المعروف برزيق، واليا على الثغر.
وفيها وصل يانس الناسخ من الشام، فاستخدم فى خزانة الكتب الأفضلية بعشرة دنانير فى الشهر وثلاث رزم كسوة فى السنة، والهبات والرّسوم.
وفيها كتب إلى عسقلان بمطالبة من نهب دار شمس الخلافة وماله بما أخذه، فقبض على جماعة وحملوا إلى مصر فاعتقلوا بها.
وفيها تسلّم نوّاب طغتكين صور من عزّ الملك أنوشتكين الأفضلى خوفا من بغدوين أن يأخذها، وقام بأمرها مسعود؛ فاستقرّت بيد الأتراك وأقرّوا بها الدّعوة المصريّة والسّكّة على حالها. وكتب طغتكين إلى الأفضل بأن بغدوين قد جمع لينزل على صور، وأنّ أهلها استنجدونى، فبادرت لحمايتها، ومتى وصل من مصر أحد سلّمتها إليه (١). فكتب يشكره على ما فعل. وتقدّم بتجهيز الأسطول إلى صور بالغلّة معونة لها.
(١) تجد اقتباسا من كتاب طغتكين إلى الأفضل فى ذيل تاريخ دمشق: ١٨٢.