والقاضي الجليس عبد العزيز بن الحسنين بن الحباب، والقاضي السعيد جلال الملك الأشرف ضياء الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن كاسيبويه، وأبو محمد يحيى ابن خير، الملقب ديك الكرم الشاعر، وغيرهم وأما عباس فإنه سار بمن معه يريد أيلة ليسير منها إلى بلاد الشام، فأرسلت أخت الظافر إلى الفرنج بعسقلان رسلاً على البريد تعلمهم الحال وتبذل لهم الأموال في الخروج إلى عباس، وأباحتهم جميع ما معه، وأن يعبثوا به إلى القاهرة، فأجابوا إلى ذلك، وخرجوا إليه. فلما أدركوه ثبت لهم ودافعهم عن نفسه، فخذله أصحابه وفروا عنه مع أسامة بن منقذ إلى الشام، فقاتل الفرنج حتى قتل؛ وأسر ابنه نصر فعمل في قفص حديد وحمل إلى القاهرة، فدخل به إلى القصر يوم الاثنين سابع عشري ربيع الأول سنة خمسين وخمسمائة، وأخرج من يوم الاثنين الثامن عشر من ربيع الآخر قتيلاً مقطوع اليد اليمنى، وصلب سحراً على باب زويلة، فكان يومً عظيما عند الناس. واستولى الفرنج على جميع ما كان معهم.
ولما سير الفرنج بنصر بن عباس إلى القاهرة أنشد عندما عاين البلد: