فقد رابني من شاهد الحال أنّني ... أرى الدّست منصوباً وما فيه كافله
وأنّى أرى فوق الوجوه كآبةً ... تدلّ على أنّ الوجوه ثواكله
دعوني، فما هذا بوقت بكائه ... سيأتيكم طلّ البكاء ووابله
ولم لا نبكّيه ونندب فقده ... وأولادنا أيتامه وأرامله
أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم ... فيسكن، أم تطوى ببينٍ مراحله
فيا ليت شعري بعد حسن فعاله ... وقد غاب عنّا، ما بنا الدّهر فاعله!
قال عمارة: وكانت أحوال الصالح تارةً له وتارةً عليه؛ فما هو عليه فرط العصبية في المذهب، وجمع المال واحتجانه، والميل على الجند وإضعافهم والقص من أطرافهم. وأما التي له فلم تكن مجالس أنسه تنقضي إلا بالمذاكرة في أنواع العلوم الشرعية والأدبية، وفي مذاكرة وقائع الحروب مع أمراء دولته. وكان مرتاضاً قد سمر أطراف المعالي وتميز عن أخلاق الملوك الذين ليس عندهم إلا خشونة مجردة.