وأقام شاور وشيركوه بعد قتل ضرغام في مخيمهما بناحية المقس يومي السبت والأحد. فلما كان يوم الاثنين طلع الوزارة في ثالث شهر رجب، وخرج الكامل بن شاور من دار ملهم، أخي ضرغام، وكان معتقلاً بها؛ وخرج معه القاضي الفاضل، وكان معه في الاعتقال، وقد تأكدت بينهما مودة، فأدخله إلى أبيه ومدحه عنده وأثنى عليه، فسماه حينئذ بالقاضي الفاضل وكان قبل ذلك ينعت بالقاضي الأسعد.
وفرح العاضد بدخول شاور. ولما خلع عليه سار من القصر إلى باب زويلة، وخرج منه إلى باب القنطرة فنزل بدار الوزارة. وركب شيركوه إلى مصر ورآها، وقصد الفقهاء مثل الكيزاني وابن حطيه، واجتمع بالشيخ أبي عمرو بن مرزوق وأخبره